السلام عليكم ورحمة الله
احبتي
اليكم دندنه بسيطه من وحي قصة الهجرة
حينما تقرأ أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق دخل إلى غار ثور، ومعه الصديق، وقد أخذ بكل الأسباب من دون استثناء، لم يدع ثغرةً إلا سدّها، لم يدع احتمالا إلا وغطاه، لم يدع سبباً إلا أخذ به، وقد علّمنا درساً لا يُنسى في أخذ الأسباب، ويكاد المسلمون اليوم يدفعون ثمناً باهظاً لأنهم لم يأخذوا بالأسباب، والحقيقة أنه ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، ومن السهل جداً أن تأخذ بالأسباب، وأن تعتمد عليها، ومن السهل جداً أن تتواكل على الله زاعماً أنك متوكل، وليس هذا هو التوكل، لكن البطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، فالنبي e أخذ بالأسباب، كما بينت لكم من قبل، فقد اختار خبيرًا للطريق، وذهب مساحلاً على عكس توقع الخصوم، وقبع في الغار أياماً ثلاثة، وهيأ من يأتيه بالأخبار، ومن يأتيه بالطعام والشراب، ومن يمحو الآثار، ومع ذلك وصلوا إليه.
، المعنى الدقيق من وصول المطاردين إليه يكمن في أن النبي عليه الصلاة والسلام لو أنه أخذ بالأسباب، واعتمد عليها لانهارت قواه حينما عثر عليه المطاردون، ولكنه أخذ بالسباب تعبداً لله عز وجل، فلما وصلوا إليه قال:
(( يَا أَبا بَكْرٍ مَا ظَنّكَ بِاثْنَيْنِ الله ثَالِثُهُمَا ))