بعد هذا
حلفت زينب يمينا أن أمها لم تخبرها بكل شيء عن بيوت الناس
ذهبت الى ما تسميه نساء زماننا هذا بـ: (بيتها)
لكن لا ...ذلك البيت لم يكن بيتها
زوجها يعيش مع أمه في بيت من 4 غرف
مطبخ وغرفة الام وهي غرفة الاستقبال ايضا وغرفة أخيه الشاب
وغرفة زينب
طبعا هذا ما جعل غرفتها هي القاعدة الرئيسية في المنزل كله
فهي تتوسطه وأوسعه مساحة
انهم يضعون حاجياتهم فيها مايعني انه محرم على زينب اقفالها
فهي لم تنعم بأية خصوصية
أخت زوجها تأتي كل يوم الى هناك لترعى أبقارها وكذلك حماتها
تخرج لترعى الابقار وتفلح الارض
وماذا قد يعني حضور أخت الزوج يوميا في رأيكم؟
زينب كانت كالخادمة
هكذا ببساطة وبدون مقدمات زينب كانت كالخادمة
انها لم تكن مثل ساندريلا فساندريلا لم تشعر بالحزن حقا فلا احد يقربها بعد وفاة والدها في الحرب ليدافع عنها
أما زينب فمصابها عظيم
لأن لها زوجا كان يفترض أن يحميها ويمسح على جروحها كي تبرى
لكن لا
زينب زفت الى ذلك الوحش صغيرة السن ولم تزل بعد سيمات البراءة على وجهها الغض وهذا النوع من الوحوش لا يغتفر لديه أي خطأ
كانت المسافة بعيدة عن والديها وإخوتها
ورغم هذا كانت الخالة تزور بنيتها لتطمئن عليها في مواسم الخير المختلفة ولكن ليس كما يجب
فالخالة عايشة مشغولة واولادها بالرغم من كونهم قد كبروا
لكنهم لم يهضموا بعد أهمية زيارة اختهم
والخال عبد القادر هادئ أكثر من ابنته ولذلك لم يكن يُخشى ولم تكن له هيبة بالرغم من طيبته وحسن تعامله لكن فقره وربما طيبته الزائدة
جعل اولاده فريسة سهلة
بهذه الطريقة بدت زينب وحيدة, ولايلبث ذلك الوحش يذكرها ويشمت بها أن أهلها رموها ولا يتفقدونها
هذا الامر الذي لم تكن الخالة عايشة قد خطر ببالها قط
***