بسم الله الرحمن الرحيم
أقبل الليل كانت ليلة مقمرة ترصع النجوم السماء وكان الجو صافيا فأغراها ذلك بالخروج ليلا بالرغم من خطورة ذلك
جازفت وخرجت تتهادى فى خيلاء مرت بجوار الزهور وتنسمت شذاها ثم بجدول الماء وقد شرع يعزف اجمل الالحان كانت جزلة تسير معجبة بنفسها ولم تنتبه الى عين تتربص بها ..سار وراءها فى خفة ..ظل يرمقها فى هدوء ..سال لعابه ..ولمعت عيناه فى الظلام ..وسار يمنى نفسه بليلة سعيدة
كانت المسكينة لا تشعر بالخطر الذى يحدق بها ولكن فجأة ..سمعت صوتا خافتا يأتى من خلفها التفتت فلم ترى شيئا ..اكملت طريقها ..وسمعت الصوت الخافت ثانية فبدأت تشعر بالخوف وقررت العودة قبل ان يمسها سوء ..ولكن بعد فوات الاوان ..
وقعت عيناها عليه ..كانت عيناه تلمعان فى الظلام يملؤها النهم..سرت الرعدة فى جسدها .. تراجعت الى الخلف وهى مذعورة ..ثم انطلقت تجرى فى سرعة رهيبة ..واخذ يطاردها فلن يتنازل عن فريسته وفجأة ..تعثرت ..وقعت على الارض ..وجاء هو يمشى على مهل وقد سال لعابه وتطاير الشرر من عينيه ..ادركت انها هالكة لا محالة ولكنها لم ترد ان يكون موتها هباء ..استجمعت شجاعتها واستدعت كل قواها وتحاملت على نفسها وحاولت ان تعدو ولكنه هجم عليها ..نشب انيابه فيها وشعر انه انتصر عليها وانها اصبحت ملك يمينه واستغلت هى نشوته بالنصر واخذت تعدو رغم جرحها الذى ينزف شعرت بالآم رهيبة ولكن الهدف الذى كانت تجرى من اجله جعلها تتناسى الالم وتكمل طريقها
وبهت هو حين رآها تستعيد قواها وتهرب منه ..مرت لحظات قبل ان يفيق الى نفسه وصمم الا يضيع منه صيده الثمين فأخذ يجرى وراءها بسرعة كانت قد اقتربت من مأواها واستجمعت القوة الباقية منها واطلقت صرخة مدوية قبل ان ينقض عليها من جديد واخذ ينهش فيها ..كانت قواها قد خارت واستسملت لمصيرها المؤلم واستقبلت الموت بسعادة فقد انقذت اقرانها ويكفيها فخرا ان تموت بشجاعة
وفى الصباح عاد قطيع الغزلان الى مأواه فوجدوا بقاياها فى مشهد مؤلم ..علموا انها ضحت بنفسها من اجلهم ودمعت الأعين لفراقها..