لم تسأليني

عن الشيب الذي حنى راسي دون ان ادري

عن التجاعيد التي ملئت وجهي رغم صغري

ولم تساليني
عن الزيف المغروس في انفس تدمينا
ومن غدر يشربونه فيطعنونا به سكينا
ومن سرقة كنوزنا وحرق خضرة روابينا

لم تسأليني ايضا يا شام
عن تلاعب الجهل والحماقة فينا
عن هدم تراث بنيناه سنينا بايدينا

لم تسألك بغداد ولم تجب أنت
فسؤالها ك ميت قد لفع تكفينا
وجوابك ألجمته سيوف أعادينا

لما عساك أن تسالها بغداد
ونحن الذين لم نرعى لها وداد
وفرطنا في تراث وفقه الأجداد
بتنا لعبة في يد العولمة والإلحاد
لم نكن حمم نار على عدونا شداد
قل فينا الفرح ولبسنا ثوب الحداد

لما نسالها
الصمت فينا بركان لوعه
والبوح فينا حبل ومشنقه
والافواه فينا باتت مكممه
وعلى رؤسنا سيف ومطرقه

من يسال من
خيراتنا الى العدو تؤول
وشمسنا العربية الى أفول
واحتار لنفسي ماذا أقول
فنحن اما مواطن او مسؤول
وكلنا اما معذب او بلا عقول

لا تسالها
بغداد
واسال من سلب منها حسنها
وعاث فيها فسادا وضيع أمنها


لا تسالها
فالام لا تسأل إن عدد عليها زوجها
ولكن سل من بأقبح الضرائر ضرها

فاليك عنها
فبغداد كما دمشق غلبت على أمرها
ولقد ذاقتا بعد الحلو من مرارة أمرّها


تحية الى أسد العملاقتين
بغداد الاباء ودمشق الاخاء


رقة