عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2017 ~ 06:25 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 127
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


سلمان الفارسي :
♥♥♥♥♥♥

تقدم سلمان الفارسي وألأقى من فوق هضبة عالية، نظرة فاحصة على المدينة، فألفاها محصنة بالجبال و الصخور المحيطة بها.. بيد أن هناك فجوة واسعة، و مهيأة، يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحمى في يسر.
و كان سلمان قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدع القتال، فتقدم للرسول صلى الله عليه و سلم بمقترحه الذي لم تعهده العرب من قبل في حروبها.. و كان عبارة عن حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة.
و الله يعلم، ماذا كان المصير الذي كان ينتظر المسلمين في تلك الغزوة لو لم يحفروا الخندق الذي لم تكد قريش تراه حتى دوختها المفاجأة، و ظلت قواتها جاثمة في خيامها شهرا وهي عاجزة عن اقتحام المدينة، حتى أرسل الله تعالى عليها ذات ليلة ريح صرصر عاتية اقتلعت خيامها، و بددت شملها..
و نادى أبو سفيان في جنوده آمرا بالرحيل الى حيث جاءوا.. فلولا يائسة منهوكة..!!

**

خلال حفر الخندق كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين و هم يحفرون و يدأبون.. و كان الرسول عليه الصلاة و السلام يحمل معوله و يضرب معهم. و في الرقعة التي يعمل فيها سلمان مع فريقه وصحبه، اعترضت معولهم صخور عاتية..
كان سلمان قوي البنية شديد الأسر، و كانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره شظايا، و لكنه وقف أمام هذه الصخرة عاجزا.. و تواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا..!!
و ذهب سلمان الى رسول الله صلى الله عليه و سلم يستأذنه في أن يغيروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخرة العنيدة المتحدية.
و عاد الرسول عليه الصلاة و السلام مع سلمان يعاين بنفسه المكان و الصخرة..
و حين رآها دعا بمعول، و طلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلاعن مرمى الشظايا..
و سمى الله، و رفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم و قوة، و هوى به على الصخرة، فاذا بها تنثلم، و يخرج من ثنايا صدعها الكبير وهجا عاليا مضيئا.
و يقول سلمان لقد رأيته يضيء ما بين لا بتيها، أي يضيء جوانب المدينة.. و هتف رسول الله صلى الله عليه و سلم مكبرا:
"الله أكبر..أعطيت مفاتيح فارس، و لقد أضاء لي منها قصور الحيرة، و مدائن كسرى، وان أمتي ظاهرة عليها"..

ثم رفع المعول، و هوت ضربته الثانية، فتكررت لظاهرة، و برقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء مرتفع، و هلل الرسول عليه السلام مكبرا:
"الله أكبر.. أعطيت مفاتيح الروم، و لقد أضار لي منها قصورها الحمراء، و ان أمتيظاهرة عليها".

ثم ضرب ضربته الثالثة فألقت الصخرة سلامها و استسلامها، و أضاء برقها الشديد الباهر، و هلل الرسول و هلل المسلمون معه.. و أنبأهم أنه يبصر الآن قصور سورية و صنعاء و سواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما، و صاح المسلمون في إيمان عظيم:
هذا ما وعدنا الله ورسوله.
و صدق الله و رسوله..!!

كان سلمان صاحب المشورة بحفر الخندق.. و كان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرار الغيب و المصير، حين استعان عليها برسول الله صلى الله عيه و سلم، و كان قائما الى جوار الرسول يرى الضوء، و يسمع البشرى.. و لقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها، و واقعا يحياه، فرأى مداءن الفرس و الروم..
رأى قصور صنعاء و سوريا و مصر و العراق..
رأى جنبات الأرض كلها تهتز بالدوي المبارك الذي ينطلق من ربا المآذن العالية في كل مكان مشعا أنوار الهدى و الخير..!!

**

و ها هو ذا، جالس هناك تحت ظل الشجرة الوارفة الملتفة أما داره "بالمدائن" يحدث جلساءه عن مغامرته العظمى في سبيل الحقيقة، و يقص عليهم كيف غادر دين قومه الفرس الى المسيحية، ثم الى الاسلام..
كيف غادر ثراء أبيه الباذخ، و رمى نفسه في أحضان الفاقة، بحثا عن خلاص عقله و روحه..!!!
كيف بيع في سوق الرقيق، و هو في طريق بحثه عن الحقيقة..؟؟
كيف التقى بالرسول
صلى الله عليه و سلم
...........
لقد عاش سلمان مع الرسول منذ التقى به و آمن معه مسلما حرا، و مجاهدا و عابدا.
و عاش مع خليفته أبي بكر، ثم أمير المؤمنين عمر، ثم الخليفة عثمان حيث لقي ربه أثناء خلافته.


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس