عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2018 ~ 07:29 AM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 13
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


مقتطفات من. كتاب الفقه على المذاهب الأربعة ١٢
######
ما لا يخرج الماء عن الطهورية

قد يتغير لون الماء و طعمه و رائحته، و مع ذلك يبقى طهوراً يصح استعماله في العبادات، من وضوء، و غسل، و نحو ذلك، و لكن ذلك مشروط بعدم الضرر، بحيث لو ترتب على استعمال ذلك الماء المتغير ضرر للشخص في عضو من أعضائه، فإنه لا يحل له أن يتوضأ من ذلك الماء، و قد يضطر سكان البوادي و الصحاري إلى استعمال المياه المتغيرة. حيث لا يجدون سواها، فأباحت الشريعة الإسلامية لمثل هؤلاء أن يستعملوا ذلك الماء إذا أمنوا شره، يدل لذلك ما روى البخاري معناه أن المسلمين لما هاجروا من مكة إلى المدينة، أصيب كثير منهم بالحمى، فأشار بعض مفكري المسلمين يومئذ بردم مستنقع، يقال له: بطحان، فلما ردم ذهبت الحمى، و قد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
كان بطحان يجري ماء آسناً، أي متغيراً، فما تقوم - به مصلحة الصحة - من فرض الأتابيب التي يجري فيها الماء، و هدم - المياضئ، و المغاطس - حذراً من تغير الماء و تلوثه بما يضر، هو من أغراض الدين الإسلامي الصحيحة، فإن قضاياه مبنية على جلب المصالح، و درء المفاسد.
و لقد ذكر الفقهاء للتغير الذي لا يخرج عن كونه طهوراً أمثلة :
منها أن تتغير أوصافه كلها، أو بعضها، بسبب المكان الذي استقر فيه، أو مر به .
و الأول. كالمياضئ القديمة، و البرك الموجودة في الصحراء و نحوها .
و الثاني:
كالمياه التي تمر على المعادن، مثل الملح، و الكبريت، فإن هذا التغير لا يخرج الماء عن كونه طهوراً .
و منها أن يتغير بطول مكثه؛ كما إذا وضع ماء في قربة أو - زير - و مكث فيه طويلاً، فتغير، فإن ذلك التغير لا يخرجه عن كونه طهوراً .
و منها تغيره بسبب ما تولد فيه من سمك، أو طحلب - الطحلب معروف، و هو خضرة تعلو على وجه الماء - و إنما لا يضر الطحلب إذا لم يطبخ في الماء، أو يلقى فيه بعد الطبخ .
و منها أن يتغير بسبب المادة التي دبغ بها الإناء، من قطران، أو قرظ، أو نحو ذلك، فالماء الذي يوضع في القربة المدبوغة إذا تغير أحد أوصافه لا يضر .
و منها أن يتغير بما يتعذر الاحتراز منه، كالسافيات التي تلقيها الرياح في الآبار و نحوها، من تبن، و ورق شجر .
و منها أن يتغير الماء بما جاور، كما إذا وضعت جيفة بشاطئ الماء، فيتغير الماء برائحتها، فإن ذلك التغير لا يخرج الماء عن كونه طهوراً، و لكن ذلك من شر ما يفعله جهلة القرى، فإنهم يلقون جيف الحيوانات على شاطئ الماء، بل في نفس الماء الذي يستعملونه فتنبعث منه رائحة نتنة من مسافة بعيدة فلئن أباح الشارع الوضوء منه، أو الغسل، و لكنه من جهة أخرى نهى عن استعماله نهياً شديداً، إذا ترتب عليه ضرر، أو إيذاء للمارة، أو نحو ذلك.
++++++++++++++++++
الحنابلة :
لم يشترطوا طبخ الطحلب، بل قالوا:
إنه يضر الماء، و يخرجه عن كونه طهوراً إذا ألقاه في الماء آدمي عاقل قصداً، لا فرق بين أن يكون مطبوخاً، أو غير مطبوخ، أما إذا تولد من الماء وحده، أو قذف به الريح، و نحوه، فإنه لا يضر .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس