سعداً لكِ إذا حلت وفاتي
لكِ يا من تفطر الفؤاد برؤياكِ
وأفزعتِ جميع شراييني بلقياكِ
يا صوتاً يغرد في أذني فيملئها
طرباً ... ويقتلني بإرباكي
يا واحة خضراء قد جئتك اليوم زائرا
علّي أرتوي من ماء خلته أرواكِ
يا سهلا أراه قد امتدت مطاربه
وبيداء قلبي قاحلة تحت سماكِ
فأمطري عليَ ودقاً لتروى به
بعض أطرافي فأزهو كما مرعاك
وأضفي على ضفافي لوناً أخضراً
لأصبح بماءك المسكوب ... وهواكِ...
شيئا في هذا الكون له معنى ...
وعطاء سخيا ... وطربا ومغنى ...
ويصبح لقلبي المسكين داراً يسكنها
فيحيا لها ... وبها يفنى
ويشجو لأناته الصارخات طرباً
ويقطع أوتار الحزن الذي أضناه
وتضحي جراحه العظام سبل نهرٍ
يسيل بمائك الذي أرواه
ويصحو في فجر يوم ولو ساعةً
فَرِحَ الفؤاد ... لا هم يلقاه ...
ألا لبيتي ندائي غاليتي ؟
فنداءات قلبي ... وصراخه .. أفناه
ولا تردي عليَّ صوتي قانطاً
فصوت العود كل الناس تهواه
لكنَّ صوتي كناي في فمٍ محزونِ
ينحب ... ينظر من ذا الذي آتي؟
فإذا بالمنايا السارحات له مضيفةً
وإذا بك تستقبلين بالأفراح أناتي
وكأن موتي صار لك حياةً
فوالله ما كانت حياتك إلا حياتي
وصدقاً إذا متُّ وحادي النعش يرفعني
ورأيت وجهك الشفاف نحوي آتي
لقمت من نعشي أحيي لك قلبا...
وأقول له أسعِد أيها قلب فقد حانت وفاتي