عرض مشاركة واحدة
شجون عاشقة
قديم 10-22-2011 ~ 09:45 AM
افتراضي رد: ليس شعرا وانما احياء ذكراهم
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 10
 
الصورة الرمزية شجون عاشقة
 
مشرفة سابقه
تاريخ التسجيل : Aug 2010
معدل تقييم المستوى : 57
شجون عاشقة ادارة


عمر أبو ريشة (1910 – 1990)، شاعر سوري مشهور، اسمه الكامل هو عمر بن شافع أبي ريشة، ولقد ولد وترعرع في بلدة منبج التابعة لمحافظة حلب السورية في عام 1910م. و أكمل دراسته الابتدائية في حلب. كما أتم دراسته الثانوية في الجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج منها عام 1930م، ثم أرسله أبوه إلى إنجلترا؛ ليدرس الكيمياء الصناعية في جامعة مانشستر، وهناك زاد تعلقه بالدين الإسلامي و أراد أن يدعو إليه. ثم انقلب إلى باريس حيث أراد الاستفادة من أجوائها الثقافية العالمية، و من ثم عاد إلى حلب في
16 / أيار / 1932م، و لم يعد بعد دْلك إلى إنجلترا.
كما اشترك الشاعر عمر أبو ريشة في الحركة الوطنية في سوريا فترة الاحتلال، وسجن عدة مرات. كما فر من الاضطهاد الفرنسي ، و ثار على الأوضاع في سوريا بعد حصولها على الاستقلال، وقد آمن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة الإسلامية

الشاعر عمر أبو ريشة شاعر أصيل متمكن في مجال الشعر له أسلوبه المميز والمنفرد ، وله طريقته في الشعر وسمته التي يتميز بها عن غيره من الشعراء فقصائده من الشعر تسير على نمط معين متسلسل، أما نهاياتها فهي بيت يختم به عمر قصيدته تلك ويكون هذا البيت خلاف ما يتصور القارئ، فيكون بيت مفاجأة أو إثارة فقد قال عمر أبو ريشة: ( أنا شاعر قصيدة، ولست شاعر بيت كما يتوهم العديد من النقاد. والقصيدة عندي وحدة لا تتجزأ , تعودت أن أختمها بما أطلقت عليه البيت المفاجأة).‏. و عادة ما يتضمن شعره نبرة الفخر، والاعتزاز بالنفس، والثقة.
عاش عمر أبو ريشة غريباً ومات غريباً حفاظاً على ما آمن به من مبادئ، وقد عبرعن ذلك في شعره :

أتكلم ما ذا أتكلم
أقلامي جف عليها الدم
ولهاتي سالت في المأتم
أتكلم ؟ هل أحمل في صدري أسرار
أخشى أن تفشى أو تكتم
إني لا أحمل غير العار
في الدرب الموحش والمبهم
إني غنيت إلى الآلام فكيف عليها أتألم
أتكلم ، أعرفني شبحا لا ظل له فوق الأرض
في الهدأة من غصص الذكرى
يتساءل بعضي عن بعض
فأغض واختصر الآلام وأمسك بالريح وأمضي

في الطائرة
في إحدى المرات وبينما كان عمر أبو ريشة في طريقه إلى تشيلي، جلست إلى جانبه في الطائرة فتاة إسبانية حدثه عن أمجاد أجدادها القدامى، العرب، دون أن تعرف جنسية من تحدث. فكتب عمر هدْه القصيدة وصفاً لما حدث:

وثـبت تـستقرب الـنجم مجالا وتـهادت تـسحب الذيل اختيالا
وحـيـالي غـادةٌ تـلعب فـي شـعرها المائج غـنجاً ودلالا
طـلـعةٌ ريَّـا، وشـيءٌ بـاهرٌ أجـمالٌ؟ جـلَّ أن يُـسمى جمالا
فـتـبسمت ُلـهـا، فـابـتسمت وأجـالت فـيَّ ألحاظاً كسالى
وتـجـاذبنا الأحـاديـث فـما انـخفضت حسا ًولا سفَّت خيالا
كـل حـرف زلَّ عـن مرشفها نـثر الـطيب يـميناً وشـمالا!
قـلت يـا حـسناءُ، مـن أنـتِ؟ ومن أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا
فـرنـت شـامـخة أحـسـبها فـوق أنـساب الـبرايا تـتعالى
وأجـابـت أنـا مـن أنـدلسٍ جـنة الـدنيا سـهولا وجـبالا
وجـدودي، ألـمح الـدهر عـلى ذكـرهم يـطوي جناحيه جلالا
بـوركت صحراؤهم كم زخرت بالمروءات ريـاحاً ورمـالا
حـملوا الـشرق سـناءً وسـنى وتـخطوا مـلعب الغرب نضالا
فـنـما الـمجد عـلى آثـارهم وتحدى، بـعدما زالـوا، الزوالا
هـؤلاء الـصِّيد قـومي فانتسب إن تـجد أكـرم من قومي رجالا!
أطـرق القلبُ، و غامت أعيني بـرؤاهـا وتـجاهلت السؤالا!
المناصب التي حازها
شغل عمر أبو ريشه عدة مناصب خلال حياته عمل عمر أبو ريشة مديراً لدار الكتب الوطنية في حلب، كما انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1948م، كما بدأ عمله الدبلوماسي كملحق ثقافي لسوريا في الجامعة العربية. و لقد كان عضواً في الأكاديمية البرازيلية للآداب في ريو دى جانيرو، وعضواً في المجمع الهندي للثقافة العالمية. وعين سفيراً و وزيراً مفوضاً لسوريا في أكثر من دولة:
عين وزيراً مفوضاً لسوريا في البرازيل ( 1949 – 1953)
عين وزيراً مفوضاً لسوريا في الأرجنتين وتشيلي ( 1953 -1954)
عين سفيراً لسوريا في الهند ( 1954-1958).
عين سفيراً للجمهورية العربية المتحدة في الهند (1958 – 1959)
عين سفيراً للجمهورية العربية المتحدة في النمسا ( 1959 – 1961 )
عين سفيراً لسوريا في الولايات المتحدة الأمريكية ( 1961 -1963)
عين سفيراً لسوريا في الهند ( 1964 – 1970 )
الجوائز التي نالها
أحيل عمر أبو ريشة إلى التقاعد في العام 1970 م. وقد نال خلال فترة حياته عدداً من الأوسمة وهي: الوشاح البرازيلي، والوشاح الأرجنتيني، والوشاح النمساوي، والوسام اللبناني برتبة ضابط أكبر، والوسام السوري من الدرجة الأولى، وآخر وسام ناله هو وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى الدْي منحه إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي .
الخاتمة
توفي الشاعر عمر أبو ريشة في الرياض يوم السبت الثاني والعشرين من ذي الحجة عام 1410هـ، الموافق 14/6/1990م بعد ان أصابته جلطة دماغية، الزمته الفراش لمدة سبعة أشهر في مشفى الملك فيصل في الرياض.‏ وبعد الوفاة نقل جثمانه بطائرة خاصة من الرياض إلى حلب, حيث تم دفنه. ويبقى عمر أبو ريشة حتى يومنا هدْا من شعراء العصر الحديث البارزين.


فالشاعر يتغنى ببطولات الشعب العربي في سورية، وعلى رأسه المجاهد إبراهيم هنانو وهو يقارع المحتل الفرنسي، وينشد في حفل تكريمه قصيدة مطولة عنوانها قيود (1937)، وفيها يقول (ص552):
وطن عليه من الزمان وقارتغفو أساطير البطولة فوقهفتطل من أفق الجهاد قوافلٌالنور ملء شعابه والنارويهزها من مهدها التذكارمضر يشدّ ركابها ونزار
  رد مع اقتباس