عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2016 ~ 04:24 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 18
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice



[فصل الصراط المستقيم]
فصل
وذكر الصراط المستقيم مفردا معرفا تعريفين: تعريفا باللام، وتعريفا بالإضافة، وذلك يفيد تعينه واختصاصه، وأنه صراط واحد، وأما طرق أهل الغضب والضلال فإنه سبحانه يجمعها ويفردها، كقوله {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} [الأنعام: 153] فوحد لفظ الصراط وسبيله، وجمع السبل المخالفة له،
«وقال ابن مسعود خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، وقال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره، وقال: هذه سبل، على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ قوله تعالى {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام: 153] » وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد، وهو ما بعث به رسله وأنزل به كتبه، لا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق، ولو أتى الناس من كل طريق، واستفتحوا من كل باب، فالطرق عليهم مسدودة، والأبواب عليهم مغلقة إلا من هذا الطريق الواحد، فإنه متصل بالله، موصل إلى الله، قال الله تعالى {هذا صراط علي مستقيم} [الحجر: 41] قال الحسن: معناه صراط إلي مستقيم، وهذا يحتمل أمرين: أن يكون أراد به أنه من باب إقامة الأدوات بعضها مقام بعض، فقامت أداة " على " مقام " إلى "، والثاني: أنه أراد التفسير على المعنى، وهو الأشبه بطريق السلف، أي صراط موصل إلي، وقال مجاهد: الحق يرجع إلى الله، وعليه طريقه، لا يعرج على شيء، وهذا مثل قول
فمن الحسن وأبين منه، وهو من أصح ما قيل في الآية، وقيل: علي فيه للوجوب، أي علي بيانه وتعريفه والدلالة عليه، والقولان نظير القولين في آية النحل، وهي {وعلى الله قصد السبيل} [النحل: 9] والصحيح فيها كالصحيح في آية الحجر: أن السبيل القاصد وهو المستقيم المعتدل يرجع إلى الله، ويوصل إليه، قال طفيل الغنوي:
مضوا سلفا قصد السبيل عليهم ... وصرف المنايا بالرجال تشقلب
أي ممرنا عليهم، وإليهم وصولنا، وقال الآخر:
فهن المنايا أي واد سلكته ... عليها طريقي أو علي طريقها
فإن قيل: لو أريد هذا المعنى لكان الأليق به أداة إلى التي هي للانتهاء، لا أداة على التي هي للوجوب، ألا ترى أنه لما أراد الوصول قال {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم} [الغاشية: 25] وقال {إلينا مرجعهم} [يونس: 70] وقال {ثم إلى ربهم مرجعهم} [الأنعام: 108] وقال لما أراد الوجوب {ثم إن علينا حسابهم} [الغاشية: 26] وقال {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17] وقال {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} [هود: 6] ونظائر ذلك.
قيل: في أداة على سر لطيف، وهو الإشعار بكون السالك على هذا الصراط على هدى، وهو حق، كما قال في حق المؤمنين {أولئك على هدى من ربهم} [البقرة: 5] وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم {فتوكل على الله إنك على الحق المبين} [النمل: 79] والله عز وجل هو الحق، وصراطه حق، ودينه حق، فمن استقام على صراطه فهو على الحق والهدى، فكان في أداة " على " على هذا المعنى ما ليس في أداة إلى فتأمله، فإنه سر بديع.
فإن قلت: فما الفائدة في ذكر على في ذلك أيضا؟ وكيف يكون المؤمن مستعليا على الحق، وعلى الهدى؟ .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس