الموضوع: الامانة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2014 ~ 04:25 PM
افتراضي الامانة
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 1
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


خالي اتذكر عندما تركت المدرسة قبل خمسة و عشرين عاما ؟، هكذا افتتح حديثه مع اخوته ، و قد جمعهم لهدف خاص .
قال الخال :
اتذكر ذاك يا أبني ، ققد كان ذلك بعد وافاة ابيك بشهرين تقريبا ، و قد تغيبت عن الدراسة ، و جئتك و معي بعض اعمامك ، و اصررنا عليك لمواصلة تعليمك ، و قد كنت أول دفعتك ، فكان حرصنا على ذلك لما شهدناه من نبوغك ، فاتفقنا ، أنا و أعمامك على أن نقوم برعايتكم ، أنت و أخوانك ، و لكنك رفضت ذلك ، و اصريت على ذلك ، في إلحاحا عجيب ، و قلت لنا أنك لن تترك مال أخوتك للرعاة ، اذكر عبارتك تلك جيدا ، فما يزال صداها يتردد في أذني ( يا خالي و الله الراعي ما بيشبع الرعية ، و الزول كان ما خت مالو قدام عينو ما برتاح ، و لا بيجيه نوم ) كانت عبارة كبيرة ، تخرج من طفل لم يتجاوز عمره الحادية عشر ، تلك العبارة يا بني جعلتني اقول لأعمامك اتركوه و شأنه . فمالذي جعلك تدعوني إليه اليوم ؟
نعم يا خالي ، و اعمامي ، و أخوتي ، و أمي ، تعلموا جميعا أني طيلة الأعوام هذه لم أظلم أخوتي و لم يسمع مني أحد شيئا ، و ها قد تزوج كل أخوتي ، بعد أن اكملوا تعليمهم الجامعي .
قاطعه أخيه الباشمهندس قائلا : و الله يا أخي لم نشكو منك ، و لن تسمع منا إلا ما يسرك بإذن الله ، فقد تزوجنا ثلاثتنا قبل أن نكمل تعليمنا ، و كنت تقوم بكل واجباتنا ، و ما احوجتنا لأحد أبدا ، و لا نريد إلا سعادتك ما حيينا ، فأنت صرت لنا نعم الأب ، و الأخ ، و الصديق ، و لن نخذلك أبدا ، فأمرنا بما شئت .
فطفرت الدموع من عيون أخويه ، و أختهم الوحيدة ، التي تزوجت في سن صغيرة ، كعادتهم في البادية ، و كان زوجها أبن عمها من الحضور ، فقال لهم :
و الله يا ود عمي كان ما بعرفك كنت قلت أنت ابوهم ، تعرف أختك القدامي دي ، و الله ما في زول اشتكي لي منها ، و كانت دايما تقول لي ( أنت دايرني اكون شوكه في ضهر أخوي ، و الله الناس كان سوت شن تسو ما يسمعوا مني كلمة تجيب كلام في أخوي ) .
قاطعه قائلا : تعرفوا انا جمعتكم لي شنو ؟ !
و واصل حديثه ، طبعا بعد وفاة الوالد ، عليه رحمة الله ، قمت بالواجب ، و قطعت تعليمي ، و لكن ربنا عوضني في أخوتي الثلاثة ، و أختنا ، و الآن و قد اكمل كل واحد تعليمه ، و اصبح مسؤلا عن أسرته ، أردت أن اعطي كل ذو حق حقه ، و أن اشيل هذا الهم من على صدري ، و قد كنت اذهب للمدينة كل عام ، و اكتب وصيتي أمام المحامي ، ثم اضعها في الأمانات بالبنك الذي به حسابي ، حتى إذا جاء اجلي ، يكون كل صاحب حق قد أخذ حقه ، و لكن بعد هذا لا يصح لي أن أكون وصيا عليكم .
إنكم كلكم تعلمون أن أبي عليه رحمة الله ، قد ترك لنا مئة من الأبل ، و قد قمت برعايتها ، و تنميتها ، حتى صارت كما ترون .
قالوا جميعهم بصوت واحد : ما لنا بها حاجة ، فهي خالصة لك ، يكفينا ما فعلته من أجلنا .
فقال لهم : ما فعلته كان واجبي أمام الله ، أما أمانتكم فهي لكم ، و لا تتعجبوا ، فوالله ما مسست مال أحدكم منذ أن مات أبي ، عليه رحمته الله ، و هذا عهدي مع ربي ، و الحمد لله أن وفقني ، فمن أول يوم ذهبت إلى المحكمة ، و وزعت التركة ، و جعلت على كل بعير ، أو ناقة وسما محددا ، و هو موضح في الوصية ، و لكن ما دمت حيا ، فساخبركم بوسم كل واحد منكم ، حتى والدتي لديها وسم ، فكنت إذا ولدت ناقة احدكم جعلت الوسم على المولود حتى لا يختلط بغيره ، أما نفقتكم ، و زواجكم ، فقد كان من حر مالي ، و كذلك أجرة الراعي .
فقوموا استلموا أماناتكم ، فإني في حل منها من اليوم .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس