الموضوع: إيليا أبو ماضي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2016 ~ 06:09 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 16
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


الطيران
######
إيليا أبو ماضي

لو رأى "آدم "فتاة لزال الحقد
من قلبه على حوّاء

صيّر الأرض جنّة دونها الجنّة
في الحسن و البهاء و الروّاء

ما أظنّ النعيم فيه الذي في الأرض من بهجة و من لألاء

كلّ ما في الوجود للمرء عبد
و هو عبد الشهوات و الأهواء

كائن كلّ كائن حار فيه
فهو حلو مرّ و دان ناء

و هو طورا يكون نصف أله
و هو طورا أدنى من العجماء

عجبا كيف طاعه الطّين و الماء
و ما كان غير طين و ماء

ساد في الكون مثلما ساد فيه
خالق الكون مبدع الأشياء

فهو في الماء سابح و على الغبراء
ماش و طائر في الفضاء

اتخذ الجوّ ملعبا ثم أمسى
راكضا في الهواء ركض الهواء

فهو فوق السّحاب يحكيه في
مسواه لكنّه أخو خيلاء

و هو بين الطّيور تحسبه العنقاء
لولا استحاله العنقاء

أبصرته فاكبرت أن ترى في الجوّ
صيّادها على الغبراء

فاستوى في قلوبها الذعر حتى
كاد يحكي البلاء خوف البلاء

و تناجت تبغي النجاة فرارا
أين أين المفر من ذا القضاء

و يح هذي الطّيور تجنى على الموتى
و ترجو سلما من الأحياء

أهبطي أو فحلّقي أو فسيري
أنما المنتهى ألى الأرزاء!
...

و هو بين النجوم يسترق السّمع
و لا يتّقي رجوم السّماء

مشهد روّع الدّراري فباتت
حائرات في القبّة الزّرقاء

نافرات كأنها ظبيات
رأت القانصين في البيداء

سائلات أذا رسول سلام
من بني الأرض أم نذير فناء؟

هالها أن ترى من الأنس قوما
يتهادون مثلها في الفضاء

فرأيت الجوزاء تشكو الثّريّا
و الثّريّاتشكو ألى الجوزاء

لا تراعي يا شهب منّا فأنّا
ما حملنا إليك غير الولاء

قد كرهنا المقام في الأرض لما
قيل أن السّما مقرّ الهناء

أنما شوقنا أليك الذي أسرى
بنا لا الهيام في الأسراء

فصلينا نزدد غراما و وجدا
غير مستحسن كثير الأباء

نحن يا شهب في حماء ضيوف
و جميل رعاية الغرباء

أكرمي ذلك المحلّق فوق السّحب
يثني عليك خير ثناء

و أنيري طريقه أن دجا اللّيل
و دبّت عقارب الظّلماء

صاغك اللّه شعلة من ضياء
و برا المرء شعلة من ذكاء

اتخذيه أخا يكن لك عونا
كلّ نفس محتاجة للأخاء

لا تفاخر بالواخدات و لا بالخيل
من أدهم و من شهباء

هان عصر النّياق و الرّاكبيها
عند عصر البخار و الكهرباء


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس