الموضوع: إيليا أبو ماضي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2016 ~ 11:08 AM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 13
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


الفقير
###$##$$
إيليا أبو ماضي

همّ ألم به مع الظلماء
فنأى بمقلته عن الاغفاء

نفس أقام الحزن بين ضلوعه
و الحزن نار غير ذات ضياء

يرعى نجوم الليل ليس به هوى
و يخاله كلفا بهنّ الرائي

في قلبه نار (الخليل) وانما
في وجنتيه أدمع (الخنساء)

قد عضة اليأس الشديد بنابه
في نفسه و الجوع في الاحشاء

يبكي بكاء الطفل فارق أمه
ما حيلة المحزون غير بكاء!

فأقام حلس الدار و هو كأنه
-لخلو تلك الدار_ في بيداء

حيران لا يدري أيقتل نفسه
عمدا فيخلص من أذى الدنياء

أم يستمر على الغضاضة و القذى
و العيش لا يحلو مع الضراء

طرد الكرى و أقام يشكو ليله
يا ليل طلت و طال فيك عنائي

يا ليل قد أغريت جسمي بالضنا
حتى ليؤلم فقده أعضائي

و رميتني يا ليل بالهم الذي
يفري الحشا، و الهم أعسر داء

يا ليل مالك لا ترق لحالتي
أتراك و الأيام من أعدائي؟

يا ليل حسبي ما لقيت من الشقا
رحماك لست بصخرة صماء

بن يا ظلام عن العيون فربّما
طلع الصباح و كان فيه عزائي

وارحمتا للبائسين فانهم
موتى و تحسبهم من الاحياء

إني وجدت حظوظهم مسودّة
فكأنما قدت من الظلماء

ابدأ يسر الزمان و مالهم
حظ كغيرهم من السرّاء

ما في أكفهم من الدنيا سوى
ان يكثروا الأحلام بالنعماء

تدنو بهم آمالهم نحو الهنا
هيهات يدنو بالخيال النائي

ابطر الأنام من السرور و عندهم
ان السرور مرادف العنقاء

إني لاحزن ان تكون نفوسهم
غرض الخطوب و عرضة الارزاء

أنا ما وقفت لكي اشبب بالطلا
مالي و للتشبب بالصهباء؟

لا تسألوني المدح أو وصف الدمى
إني نبذت سفاسف الشعراء

باعوا لأجل المال ماء حيائهم
مدحا و بت أصون ماء حيائي

لم يفهموا ما الشعر؛ إلا انه
قد بات واسطة إلى الاثراء

فلذاك ما لاقيت غير مشبب
بالغانيات و طالب لعطاء

ضاقت به الدنيا الرحيبة فانثنى
بالشعر يستجدي بني حواء

شقي القريض بهم و ما سعدوا به
لولاهم اضحى من السعداء

نادوا علينا بالمحبة و الهوى
و صدورهم طبعت على البغضاء

ألفوا الرياء فصار من عادتهم
لعن المهيمن شخص كل مرائي!

إن يغضبوا مما أقول فطالما
كره الأديب جماعة الغوغاء

أو ينكروا أدبي فلا تتعجبوا
فالرمد ينكر طلوع ذكاء

أو كلما نصر الحقيقة فاضل
قامت عليه قيامة السفهاء

أنا ما وقفت اليوم فيكم موقفي
إلا لاندب حالة التعساء

عليّ أُحرّك بالقريض قلوبكم
ان القلوب مواطن الاهواء

لهفي على المحتاج بين ربوعكم
يمسي و يصبح و هو قيد شقاء

امسى سواء ليله و صباحه
شتان بين الصبح و الإمساء

قطع القنوط عليه خيط رجائه
و المرء لا يحيا بغير رجاء

لهفي! و لو أجدى التعيس تلهفي
لسفكت دمعي عنده و دمائي

قل للغني المستعز بماله
مهلا لقد اسرفت في الخيلاء

جبل الفقير أخوك من طين و من
ماء، و من طين جبلت و ماء

فمن القساوة ان تكون منعما
و يكون رهن مصائب و بلاء

و تظل ترفل بالحرير أمامه
في حين قد امسى بغير كساء

اتضن بالدينار في اسعافه
و تجود بالآلاف في الفحشاء

انصر أخاك فان فعلت كفيته
ذلّ السؤال و منة البخلاء

أذوي اليسار و ما اليسار بنافع
إن لم يكن أهلوه أهل سخاء

كم ذا الجحود و مالكم رهن البلا
و بم الغرور و كلكم لفناء؟

ان الضعيف بحاجة لنضاركم
لا تقعدوا عن نصرة الضعفاء

انا لا اذكّر منكم أهل الندى
ليس الصحيح بحاجة لدواء

ان كانت الفقراء لا تجزيكم
فاللّه يجزيكم عن الفقراء


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس