الموضوع: إيليا أبو ماضي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2016 ~ 10:25 AM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 11
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


نار القرى
#######
إيليا أبو ماضي

روحي التي بالأمس كانت ترتع
في الغاب مثل الظبية القمراء

تقتات بالثمر الجنّي فتشبع
و يبلّ غلّتها رشاش الماء

نظرت إليك فأصبحت لا تقنع
بالماء و الأفياء في الغبراء

تصغي و تنصت ، و الحمامة تسجع
إصغاؤها لك ليس للورقاء

ناديتها ، فلها إليك تطلّع
هذا التطلع كان أصل شقائي

جنّحتي كيما أطير فلم أطر
هيهات إنك قد طويت سمائي

...
قد كان يسبيني الجمال الرائع
حتى لمحتك فهو لا يسيبني

عصفت بصدري لليقين زوابع
ثلّث عروش توهمي و ظنوني

فأنا على ما ضاع مني جازع
إن الذي قد ضاع جدّ ثمين

لولاك ما مات الخيال اليافع
أفتعجبين إذا كرهت يقيني

هذا صنيعك بي ، فما أنا صانع؟
قد شاء بحرك أن تضلّ سفيني

جرّدت هذا الطين من أوهامه
و كبرت عن قارورة من طين
...

كيف الوصول إليك يا نار القرى،
أنا في الحضيض و أنت في الجوزاء

لي ألف باصرة تحنّ كما ترى
لكنّ دونك ألف ألف غطاء

لو من ثرى ، مزّقتها بيد الثرى،
لكنها سُجُفٌ من الأضواء

ساءلت قلبي إذ رأى فتحّيرا
ماذا شربت فمدت؟ قال: دمائي

يا ليته قد ظلّ أعمى كالورى
فلقد نعمت، و كان في ظلماء

قد شوشت كفّ النهار سكينتي
يا هذه ، ردّي إلّي مسائي

...
أمسيت حين لمستني بيديك
لي ألف باصرة و ألف جناح

و لمحت نار الوحي في عينيك،
و الوحي كان سلافة الأرواح

فنشرت أجنحي و حمت عليك
متوهما أني وجدت صباحي

قذ كان حتفي في الدنو إليك
حتف الفراشة في فم المصباح

فسقطت مرتعشا على قدميك
النار مهدي و الدخان وشاحي

يا ليت نورك حين أحرقني انطوى
فعلى ضيائك قد لمست جراحي



ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس