عرض مشاركة واحدة
همس الاحساس
قديم 01-14-2013 ~ 11:26 AM
التفكر في عظمة الله سبحانه وتعالى
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 1
 
الصورة الرمزية همس الاحساس
 
تاريخ التسجيل : Jan 2013
معدل تقييم المستوى : 16
همس الاحساس is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن التفكر في خلق الله تعالى يوقف الإنسان على حقيقة بديعة هي متانة الخَلْق والتدبير في كل مفردات الكون وأجزائه، وإن النظرة السليمة التي ينبغي أن نسلكها نحن المسلمين ليست التي تقف بنا عند ظواهر الأشياء، بل التي تحملنا من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب، ومن معرفة المخلوق إلى معرفة الخالق عز وجل الذي أنشأه وأبدع له النظام الذي يسير عليه، ألم تر إلى قول الله تعالى: { الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير } [ الملك : 3-4 ]، فإنها تكشف عن عظمة خلق الله تعالى للسماوات السبع تكاملاً وتناسقاً، واللطيف في التعبير أنه حدثنا عن السماوات السبع، ولكنه عندما نفى وجود التناقض نفاه عن كل خلق الله عز وجل؛ فقد يسلم الإنسان بأن خلقاً من خلقه تعالى كالسماوات محكم ومتقن، ولكنه يشك في وجود هذه الحقيقة عندما يفكر في خلق آخر؛ فإذا به يتساءل:

لماذا خلق الله الذباب والميكروبات المهلكة؟
لماذا الزلازل التي يذهب ضحيتها الألوف من الناس؟
ولكن عليه أولاً أن يقيس ما يعرفه من خلق الإنسان بما لا يعرفه.
وثانياً أن يعالج شكه باليقين، فلا يسترسل مع وساوس الشيطان.
بل يظل باحثاً عن الحقيقة حتى يكتشفها، ومن هنا جاء الخطاب الإلهي الكريم في سورة آل عمران يدعو كل فرد من أبناء البشر للنظر والتفكر في خلق الله، ودراسة الظواهر المختلفة، لأننا كلنا مسؤولون عن معرفة الحقيقة والوصول إلى درجة اليقين من الإيمان بالله تعالى، فإلى جانب البصر ينبغي أن يعمل الإنسان بصيرته أيضاً لأن العين نافذة القلب على الحياة، ولهذا أثنى على المتفكرين: { إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب كالذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى" جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار } آل عمران : 190 – 191


التفكر من العبادة
: لأن التفكر عبادة لله عز وجل بأسمائه وصفاته وأفعاله، والانقطاع إليه تعالى عن غيره، والمداومة على هذا العمل والممارسة عليه تورث ملكة التفكر والاتعاظ ودوام التوجه إليه تعالى، وانقطاع النفس عن كل ما يقطعها عنه، وقد ورد الحث الأكيد على ذلك في القرآن الكريم، ولم لا يكون التفكر أشرف العبادات، وهو الذي يولد المعرفة عند العبد،

ولقد دعا الإسلام إلى التفكر من أجل أن تكتسب المعرفة، وعند بعضهم أن تفكر ساعة يعدل عبادة سنة، والسبب في كون ساعة من التفكر والتأمل تعادل سنة من العبادة هو أن الإنسان يستطيع في ساعة واحدة من التفكر الصحيح المثمر تغذية أسس إيمانه وتقويته، فتبرق في نفسه أنوار المعرفة وتومض في قلبه المحبة الإلهية، فيصل إلى الأشواق الروحية ويطير في أجوائها، ولما سُئل الإمام علي رضي الله عنه: كيف عرفت ربك ؟ قال: عرفت ربي بربي، أي من خلال آيات ربي، وعرفت مراد ربي بمحمد صلى الله عليه وسلم .
كما أن التفكر في آلاء الله ونعمه يولد المحبة، لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ( أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي )
  رد مع اقتباس