زينب الآن في الثلاثين وهي بعد مازالت تلقي بهمومها على حطام تلك البئر التي لم تكن عميقة بما يكفي في قلبها الدامي
زينب تنظر الى سنواتها الماضية بحسرة
وتنظر الى هذه الوحوش التي معها وهي كالنعجة الوديعة
انها لا ترى والديها الا مرة في العام او مرتين
ولا تحادثهم في الهاتف لأنها كانت تناجي ربها ذات يوم وهي تقول له:
" يا رب اعلم اني ابتعدت عندك وتركت صلاتي وصيامي وقيامي وأريد العودة الى نور الايمان فاقبلني ويسر لي القرب منك يا الهي"
دعت الله باخلاص لم يفهمه ذلك الوحش الا مقلوبا فسحب منها هاتفها الذي اشتراه لها شقيقها
تقدمت بها السنوات وفي عقدها الثالث الذي تعده النساء أبهى فترات حياتهن لاتزال زينب كئيبة لا يحق لها ان تطلب المال لشراء فستان
كغيرها من النساء فان فعلت قال لها:
" لديك الكثير والعام الماضي فقط اشتريت لك واحدا "
زينب حرمت من أبسط حقوقها
ذلك الوحش صرف أموالا فقط ليقوم على أسنانه بالعلاج
أما هي فيقول لها: " اذهبي صباحا باكرا الى المستشفى العمومية لتقلعي سنك مجانا"