يا حلوتي .. لا تسألي
ما بال هذا المرهقِِ
ما بالهُ .. يبدو كأنه قد هلكْ ..؟
وأقرّ .. يا ملأ الهوى
إنّي لأولكم هلاكا
قد هلكتُ فيمن هلكْ ..!
يا نشوتي لمّا أغازل وجنتيكِ
فـ أملأ الأكوابَ خمرا مسكرا
كي أثملكْ ..!
و أبلل الثوب المؤرّق بالهوى
وأبللكْ
ثملٌ أنا ..!
قد غبتُ عن وعيي فلا تتعجّبي
فسأنثركْ ..
مطرا يعانقُ لوعتي
و ألملمكْ ..,
لا تعجبي .. إن قلتُ أنتِ صديقتي
و قصيدتي ..,
بجمالها ,, ودلالها ,, وخيالها ,, وجنونها
وأنا الفتى العربيّ جئتكِ راكضا
وتركتُ خلفيَ لوعتي
والهجرُ والليل الحلكْ ..,
ونزعتُ أحرف علتي
حتى إذا ما قلتُ فيكِ الشّعر
قام القلب يرقص
بين أهداب القصيدِ
يدللكْ
يا زهرتي ما أبدعكْ
ما أجملكْ ..
أنا كالمراهق تائه بيني
وبين ..
وساوسي
ومخاوفي .. ومواجعي
و قصائدي
ألهو بأطراف العذاب ومرتبكْ ..,
أنا أشبهُ السّبعَ العجاف
وليس بي إلا الجفاف
ليس لي غير التّأملِ في ذهولٍ
قد يجيء الصبح يحمل غيمةً
بيضاءَ ترمي مُزنها فوقي وفوق حدائقي ..
أنتِ السّحابةُ .. هيتُ لكْ ..
زهراءُ يا سرّ القصيدةِ في دمي
زهراءُ يا كل الأنوثةِ والنساءْ ..,
أنا ذا المفوّه بالهوى
سأقول لكْ :
إن كنتِ أنتيَ نجمةً
فأنا الفضاء الأسودُ .. وأنا الفلكْ
يا لوعةَ الحرف المضاعِ
على قميص قصائدي ..,
ودفاتري ..,
ما كنت يوما شاعرا
إلا بأحداق الزهورْ ..
أنا شاعركْ
ينتابني بعض الغرورْ ،،
إذا كتبتكِ
أحرفا خضراءَ من جِيدِ الطبيعةِ ممسكا
أعوادَ " نعناع " الغرامِ