عرض مشاركة واحدة
مــــلــــوكـــه
قديم 01-03-2013 ~ 01:10 PM
الدخان الكونى السماء فى القران د زغلول النجار السماوات والأرض في القرآن الكريم
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 1
 
الصورة الرمزية مــــلــــوكـــه
 
1409683700141.png - 46.37 KB
تاريخ التسجيل : May 2012
معدل تقييم المستوى : 111
مــــلــــوكـــه ادارةمــــلــــوكـــه ادارة









وردت لفظة السماء بالإفراد والجمع في القرآن الكريم في ثلاثمائة وعشرة(310) مواضع, منها مائة وعشرون(120) مرة بالإفراد, ومائة وتسعون(190) مرة بالجمع, وتعبير السماء مستمد من السمو أي الارتفاع والعلو, ولذا قالت العرب: كل ما علاك فأظلك فهو سماء.
كذلك وردت لفظة الأرض بمشتقاتها في كتاب الله( تعالي) في أربعمائة وإحدي وستين(461) موضعا.

وفي الغالبية الساحقة من تلك المواضع, نجد أن لفظة السماء( بالجمع أو بالمفرد) قد ذكرت قبل الأرض, وفي عدد قليل من الآيات قد جاء ذكر الأرض قبل السماء, من مثل قوله( تعالي):
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي إلي السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم( البقرة:29).

وقوله( عز من قائل):
الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء....( البقرة:22).
وقوله( سبحانه وتعالي):
تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلي, الرحمن علي العرش استوي, له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثري( طه:4 ـ6).
وقوله( سبحانه):
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين... إلي أن قال( عز من قائل):
ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين...( فصلت:9 ـ11).

المجموعة الشمسية من نماذج نجوم السماء

وقد احتار العلماء والمفسرون في تحديد أيهما كان الأسبق بالخلق, الأرض أم السماوات؟ أم أنهما قد خلقا في وقت واحد؟ وينسون أن الزمن من خلق الله, وأن القبلية والبعدية اصطلاحات بشرية, لا مدلول لها بالقياس إلي الله( تعالي), الذي لا يحده الزمان ولا المكان.
ففي تفسير الآية رقم(29) من سورة البقرة, رأي العديد من المفسرين أن معناها أن الله( تعالي) قد خلق جميع النعم الموجودة في الأرض لمنفعة الناس, ثم توجهت إرادته( تعالي) إلي السماء فجعل منها سبع سماوات, وهو تعالي محيط بكل شيء, عالم بتفاصيله.

والاستواء الإلهي رمز للسيطرة الكلية, والقصد بإرادة الخلق, والتكوين, والتسوية للكون بأرضه وسمائه, وهو تعالي خالق هذا الكون ومدبره, ربه ومليكه, ويأتي ذلك في معرض الاستنكار والاستهجان لكفر الكافرين من الناس بالخالق, المبدع, المهيمن, المسيطر علي الكون, الذي سخر لهم الأرض بكل مافيها, وسخر لهم السماوات بما يحفظ الحياة علي الأرض ويجعلها ممكنة لهم.
وقال ابن جزي في كتابه المعنون التسهيل في علوم التنزيل الجزء الأول ص43 ما نصه: وهذه الآية:[ خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوي إلي السماء...] تقتضي أنه( سبحانه) خلق السماء بعد الأرض, وقوله( تعالي): والأرض بعد ذلك دحاها... ظاهره خلاف ذلك, والجواب من وجهين: أحدهما أن الأرض خلقت قبل السماء, ودحيت بعد ذلك, فلا تعارض, والآخر تكون ثم لترتيب الأخبار.

وقال ابن كثير:[... والاستواء هنا يتضمن معني القصد والإقبال لأنه عدي بإلي,( فسواهن) أي فخلق السماء سبعا, والسماء هنا اسم جنس, فلهذا قال فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم), أي وعلمه محيط بجميع ما خلق...
ففي هذا دلالة علي أنه( تعالي) ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا...., وقد صرح المفسرون بذلك كما سنذكره, فأما قوله( تعالي): أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها, رفع سمكها فسواها, وأغطش ليلها وأخرج ضحاها, والأرض بعد ذلك دحاها, فقد قيل: إن ثم هنا إنما هي لعطف الخبر علي الخبر, لا لعطف الفعل علي الفعل...] وأضاف ابن كثير( يرحمه الله):[ وقيل إن الدحي كان بعد خلق السماوات والأرض رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس( رضي الله تبارك وتعالي عنهما).

وقال مجاهد في قوله تعالي هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) قال: خلق الله الأرض قبل السماء.... فهذه وهذه دالتان علي أن الأرض خلقت قبل السماء, وهذا ما لا أعلم فيه نزاعا بين العلماء إلا ما نقله ابن جرير عن قتادة أنه زعم أن السماء خلقت قبل الأرض, وقد توقف في ذلك القرطبي في تفسيره لقوله تعالي والأرض بعد ذلك دحاها, أخرج منها ماءها ومرعاها, والجبال أرساها) قالوا: فذكر خلق السماء قبل الأرض, وفي صحيح البخاري أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه, فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء, وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السماء, وكذلك أجاب غير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا....]
وقال عدد من المفسرين المحدثين إن لفظ خلق في هذه الآية الكريمة[ رقم(29) من سورة البقرة] يعني التقدير دون الإيجاد, بمعني أن جميع مكونات الأرض من نوي العناصر كانت جاهزة في الدخان الكوني الناتج عن عملية فتق الرتق( الانفجار العظيم), ولو أن كوكب الأرض لم يكن قد تم تشكيله بعد, ثم توجهت إرادة الله إلي السماء وهي دخان فخلق منها سبع سماوات كما خلق الأرض, ويتضح ذلك من قوله( تعالي):
قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين, وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين, ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين, فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحي في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم( فصلت:9 ـ12).

ويستنتج من هذه الآيات الكريمة, أن الأرض قد خلقت من السماء الدخانية علي مراحل أربع متتالية, بينما تم تشكيل السماء الدخانية علي هيئة سبع سماوات علي مرحلتين, وتم دحو الأرض بمعني تكوين كل من أغلفتها الغازية, والمائية, والصخرية بعد ذلك استنادا إلي قوله( تعالي):
أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها, رفع سمكها فسواها, وأغطش ليلها وأخرج ضحاها, والأرض بعد ذلك دحاها, أخرج منها ماءها ومرعاها, والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم( النازعات:27 ـ33).

وهذه الآيات الكريمة جاءت في مقام الاحتجاج علي منكري البعث, فيسألهم ربنا( تبارك وتعالي) هل خلقكم أكبر من خلق السماء التي بنيناها بهذه السعة المبهرة, والنظام الدقيق, والانضباط في الحركة, والإحكام في العلاقات, والارتباط بتلك القوي الخفية, والإشعاعات غير المرئية التي تتحرك كأمر كوني واحد, بسرعات كونية عظمي لتربط بلايين النجوم والكواكب والكويكبات والأقمار والمذنبات في داخل المجرات, كما تربط مئات البلايين من المجرات مع بعضها البعض في ركن من السماء الدنيا التي لا يستطيع العلم إدراك أبعادها, ولا تحقيق ما فوقها.
وأما قوله( تعالي) رفع سمكها فمعناه جعل ارتفاعها عظيما, إشارة الي المسافات الفلكية المذهلة, التي تقدر بعشرات البلايين من السنين الضوئية.

وقوله( تبارك وتعالي): أغطش ليلها وأخرج ضحاها أي أظلم ليلها, وجعله حالك السواد, وأخرج ضحاها أي أنار نهارها, بخلق النجوم مثل شمسنا وسط ظلام السماء الحالك, فأرسلت بضيائها الي أرضنا في وضح النهار فقامت هباءات الغبار, وبخار الماء في الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض بتشتيت ضوء الشمس, وإظهاره بهيئة النور الأبيض الذي نراه في نهار الأرض.
وبعد ذلك تذكر الآيات الكريمة أنه قد تم دحو الأرض, الابتدائية إلي شكلها الحالي بأغلفتها المختلفة, والدحو لغة هو المد والبسط والإلقاء, وهو كناية عن الثورانات البركانية العنيفة التي أخرج بها ربنا( تبارك وتعالي) من جوف الأرض كل غلافها الغازي والمائي والصخري.

وهذه كلها مراحل متتالية في تهيئة الأرض لاستقبال الحياة, وقد تمت بعد بناء السماوات السبع من الدخان الكوني الناتج عن عملية فتق الرتق( الانفجار الكوني العظيم).






اتــمــنـي قـــد وفـــقــت بــمــوضــوع






آخِّـــتٍّـــﮝـــمِّ فٍّـــيِّ آلِّــلِّــهِّ مِّــلِّآﮝ
  رد مع اقتباس