عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2021 ~ 06:42 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 5
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


# ابن كثير

الرَّحْمَظ°نِ الرَّحِيمِ [الفاتحة : 3]
و قوله : ( الرحمن الرحيم ) تقدم الكلام عليه في البسملة بما أغنى عن إعادته .

# ابن كثير

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة : 4]

قرأ بعض القراء : ملك يوم الدين و قرأ آخرون : مالك . و كلاهما صحيح متواتر في السبع .

[ و يقال : مليك أيضا ، و أشبع نافع كسرة الكاف فقرأ : ملكي يوم الدين و قد رجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى ، و كلاهما صحيحة حسنة ، و رجح الزمخشري " ملك " ؛ لأنها قراءة أهل الحرمين و لقوله :
( لمن الملك اليوم)
و قوله : ( قوله الحق وله الملك)
و حكي عن أبي حنيفة أنه قرأ ملك يوم الدين على أنه فعل و فاعل و مفعول ، و هذا شاذ غريب جدا ] .
و قد روى أبو بكر بن أبي داود في ذلك شيئا غريبا حيث قال :
حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي ، حدثنا عبد الوهاب عن عدي بن الفضل ، عن أبي المطرف ، عن ابن شهاب : أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر و عثمان و معاوية و ابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرءون :
( مالك يوم الدين) و أول من أحدث ملك مروان .
قلت : مروان عنده علم بصحة ما قرأه ، لم يطلع عليه ابن شهاب ، و الله أعلم .

و قد روي من طرق متعددة أوردها ابن مردويه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقرؤها : ( مالك يوم الدين) و مالك مأخوذ من الملك ، كما قال :
( إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ) [ مريم : 40 ]
و قال : ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) [ الناس : 1 ، 2 ]
و ملك : مأخوذ من الملك كما قال تعالى : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) [ غافر : 16 ]
و قال : ( قوله الحق وله الملك ) [ الأنعام : 73 ]
و قال : ( الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ) [ الفرقان : 26 ] .

و تخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه ، لأنه قد تقدم الإخبار بأنه رب العالمين ، و ذلك عام في الدنيا و الآخرة ، و إنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هنالك شيئا ، و لا يتكلم أحد إلا بإذنه ، كما قال :
( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) [ النبأ : 38 ]
و قال تعالى : ( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) [ طه : 108 ].
و قال : ( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ) [ هود : 105 ] .

و قال الضحاك عن ابن عباس : ( مالك يوم الدين يقول : لا يملك أحد في ذلك اليوم معه حكما ، كملكهم في الدنيا) .
قال : و يوم الدين يوم الحساب للخلائق ، و هو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيرا فخير و إن شرا فشر ، إلا من عفا عنه .
و كذلك قال غيره من الصحابة و التابعين و السلف ، و هو ظاهر .

و حكى ابن جرير عن بعضهم أنه ذهب إلى تفسير مالك يوم الدين أنه القادر على إقامته ، ثم شرع يضعفه .

و الظاهر أنه لا منافاة بين هذا القول و ما تقدم ، و أن كلا من القائلين بهذا و بما قبله يعترف بصحة القول الآخر ، و لا ينكره ، و لكن السياق أدل على المعنى الأول من هذا ، كما قال :
( الملك يومئذ الحق للرحمن ) [ الفرقان : 26 ]
و القول الثاني يشبه قوله : ( ويوم يقول كن فيكون ، [ الأنعام : 73 ] و الله أعلم .

و الملك في الحقيقة هو الله عز و جل ؛ قال الله تعالى :
( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام)
و في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا : أخنع اسم عند الله رجل تسمى بملك الأملاك و لا مالك إلا الله ، و فيهما عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يقبض الله الأرض و يطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ و في القرآن العظيم : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) فأما تسمية غيره في الدنيا بملك فعلى سبيل المجاز كما قال تعالى : ( إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا) ،(وكان وراءهم ملك)،(إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا).
و في الصحيحين : ( مثل الملوك على الأسرة ) .

و الدين الجزاء و الحساب ؛ كما قال تعالى : ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) ، و قال : ( أئنا لمدينون) أي مجزيون محاسبون.
و في الحديث : الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت أي حاسب نفسه لنفسه ؛ كما قال عمر :
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، و زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، و تأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم : ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس