عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2024 ~ 10:43 PM
افتراضي
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 490
 
الصورة الرمزية جاروط
 
الإدارة
تاريخ التسجيل : Aug 2014
معدل تقييم المستوى : 10
جاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really niceجاروط is just really nice


تفسير ابن كثير
@@@@@@@@

ثم شرع تعالى يبين ما كان أوحاه في صحف إبراهيم وموسى فقال :

( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىظ°) [النجم : 38]
( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) أي : كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو شيء من الذنوب فإنما عليها وزرها ، لا يحمله عنها أحد ، كما قال :
( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) [ فاطر : 18 ]

( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىظ°)[النجم : 39]
( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) أي : كما لا يحمل عليه وزر غيره ، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه .
ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمه الله ، ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ; لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ; ولهذا لم يندب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته ولا حثهم عليه ، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ، ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء ، فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ، ومنصوص من الشارع عليهما .

وأما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : من ولد صالح يدعو له ، أو صدقة جارية من بعده ، أو علم ينتفع به " ، فهذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكده وعمله ، كما جاء في الحديث :
" إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه " .
والصدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله ووقفه ، وقد قال تعالى :
( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم ) الآية [ يس : 12 ] .
والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو أيضا من سعيه وعمله ، وثبت في الصحيح :
" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا " .

( وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىظ°) [النجم : 40]
وقوله : ( وأن سعيه سوف يرى ) أي : يوم القيامة ، كما قال تعالى :
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) [ التوبة : 105 ] أي : فيخبركم به ، ويجزيكم عليه أتم الجزاء ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .

( ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىظ°) [النجم : 41]
وهكذا قال هاهنا : ( ثم يجزاه الجزاء الأوفى ) أي : الأوفر .


ÊæÞíÚ




  رد مع اقتباس