خواطر في مواساة الجواهي
في قصيدته
(يا دجلة الخير)
حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني
يادجلة الخير , يا أمَّ البساتينِ
ناديتك والقلب يهفو لرؤيتك
يا نهرا سامه جفاف بتشرين
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذ به
لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين
ناديتك عن بعد والنفس طامحة
لرؤيا قلبك المصدع المحزون
يادجلة الخيرِ يا نبعاً أفارقه
على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ
يا ماء كان للخير نبعا... ومطفئً
لسود المنايا العظام تهجين
إني وردتُ عُيون الماءِ صافية
نَبعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
والآن أصبحت كسيل الدمع على تربٍ
تشققت برؤياك فلم تكوني لترويني
وأنت ياقارباً تَلوي الرياحُ بهِ
ليَّ النسائِم أطراف الأفانينِ
فلم تحملي لوحة من قارب
ولا حتى الرياح تلويك فتدميني
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني
يُحاكُ منه غداة البيَن يَطويني
فأمسى الشراع الرخص لك كفنا
يغطيك ويحوي أهوالك المساكين
يادجلةَ الخيرِ: قد هانت مطامحُنا
حتى لأدنى طِماحِ غيرُ مضمونِ
يادجلة الخير قد أضحت مطامحنا
جلها نهرا به تروى الشرايين