الموضوع: خواطر رمضانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2014 ~ 11:54 PM
افتراضي رد: خواطر رمضانية
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 7
 
مجموعة إدارية
تاريخ التسجيل : Nov 2012
معدل تقييم المستوى : 10
وردة الكاردينيا is a jewel in the roughوردة الكاردينيا is a jewel in the roughوردة الكاردينيا is a jewel in the roughوردة الكاردينيا is a jewel in the rough


الخاطرة الرابعة : الصوم الصحيح

كثير من عامة الناس يحافظون على العبادات في أيام رمضان و كأنهم يستنكرون أن يتركوا العبادتين: الصوم و الصلاة أو يفعلوا عبادة دون عبادة.

فتراهم يستنكرون أن يتركوا الصوم و الصلاة و يستنكرون أن يؤدوا الصوم دون الصلاة أو يفعلوا شيئا من المحرمات.

تجدهم في رمضان يتوبون و لكن توبة مؤقتة فهم في أنفسهم عازمون على العودة إلى المعاصي. ففي رمضان يحافظون على الصلاة و يتوبون عن الخمر أو عن الدخان مثلا أو عن الاستماع إلى الأغاني و الملهيات و نحو ذلك أو عن بعض الشعارات الباطلة أو عن الصور الخليعة أو ما أشبه ذلك و لكن يحدثون أنفسهم أنهم بعد شهر رمضان سيعودون إلى ما كانوا عليه و لهذا يتمنون انقضاء هذه الأيام و إذا أقبل رمضان حثوا أنفسهم و تناولوا ما قدروا عليه من الخمر و من غيرها حتى قال بعضهم:

دعاني شهر الصوم لا كان من شهر و لا صمت شهرا بعده آخر الدهر

و العياذ بالله… فهؤلاء ربما يفرقون بين رمضان و ما بعد رمضان فيستكثرون من تناول الحرام و فعله قبل أن يأتي شهر رمضان لأنهم سيتركونه مدة هذا الشهر فقط ثم يعودون إليه حتى قال بعضهم:

إذا العشرون من شعبان ولّت فبادر بالشراب إلى النهار

و لا تشرب بأقداح صغار فإن الوقت ضاق على الصغار

فمثل هؤلاء لم يتأثروا بصومهم فالإنسان يستعيذ بالله أن يكون من هؤلاء الذين ما نفعهم صومهم و لا زجرهم عن المحرمات و إذا فعلوا شيئا من العبادات فعلوها بنية الترك و إذا تركوا شيئا من المعاصي تركوها بنية الفعل بعد أن ينفصل الشهر كما قال شاعرهم و أميرهم:

رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق

فهو ينادي ساقي الخمر بأن يأتي إليه بالشراب مسرعا لأن رمضان قد انقضى و ولّى و كأن الخمر حرام في رمضان حلال في غيره.

فالصوم الصحيح هو الذي يحفظ فيه الصائم صيامه فيحفظ البطن و ما حوى و الرأس و ما وعى و يذكر الموت و البلى و يستعد للآخرة بترك زينة الحياة الدنيا و يترك الشهوات التي أساسها شهوة البطن و الفرج و يذكر بعد ذلك ما نهاه الله عنه من الشهوات المحرمة في كل وقت. و يذكر أيضا أن الصوم هو في ترك هذه الشهوات فما شرع الله الصوم إلا لتقويم النفوس و تأديبها.
  رد مع اقتباس