الموضوع: خواطر رمضانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2014 ~ 11:53 PM
افتراضي رد: خواطر رمضانية
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 5
 
مجموعة إدارية
تاريخ التسجيل : Nov 2012
معدل تقييم المستوى : 10
وردة الكاردينيا is a jewel in the roughوردة الكاردينيا is a jewel in the roughوردة الكاردينيا is a jewel in the roughوردة الكاردينيا is a jewel in the rough


الخاطرة الثانية: الصوم يدفع إلى فعل الطاعات
يظل الصائم متلبسا بعبادة من أفضل العبادات متلبسا بعمل من حين يطلع الفجر إلى أن تغرب الشمس و لا بد أن تبدو عليه حينئذ آثار هذه العبادة لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم "ثلاثة لا ترد دعوتهم.. و ذكر منهم: الصائم حين يفطر"(أخرجه الترمذي برقم 2526 و قال: هذا حديث إسناده ليس بالقوي. و ابن ماجة برقم 1752 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).

فالصائم من حين يبدأ صومه إلى أن يفطر و هو مستجاب الدعوة إذا كان صحيح الصوم.

و عبادة الصوم تجر إلى سائر العبادات لأنك إذا عرفت أنك في عبادة حملك ذلك على أن تأتي بعبادة ثانية و ثالثة و رابعة و هلم جرا فتستكثر من العبادات و تقول: لماذا لا أرغب في العبادات؟ كيف أقتصر على عبادة واحدة و العبادات كلها مرغوبة و محببة؟

* فتجد الصائم -صحيح الصيام- يحافظ على الصلوات في الجماعة لأنه يعرف أن الذي كلفه بالصوم كلّفه بالصلوات و أمره بها فأكد على هذه كما أكد على تلك فتجده محافظا عليها و تجده في حال صلاته خاشعا فيها غاية الخشوع قائما بجميع أركانها و شرائطها و مكملاتها و متمماتها و سننها لأنه يحاسب نفسه و يقول: كيف أكمل عبادة و أنقص عبادة؟ هذا لا يليق بي. لا بد أن أحسن في كل عبادة أقوم بها فتجده محافظا على صلاته غاية المحافظة.

* و هكذا يدفعه الصوم إلى نوافل العبادات لأنه عرف أن ربه يحب منه أن يدخل في العبادات كلها فرضها و نفلها فإذا حافظ على الفرائض حمله ذلك على الإتيان بالنوافل فتجده يتسابق إلى المساجد و تجده يصلي الرواتب قبل الصلوات و بعدها و تجده يذكر الله فيأتي بالأوراد التي قبل الصلاة و بعدها و يسبح و يستغفر و يهلل و تجده يتلو كتاب ربه و يتدبره لا سيما في هذا الشهر -شهر رمضان- فإنه يعرف أنه موسم من مواسم قراءة القرآن و تدبره و تجده مع تدبره يحرص على تطبيقه و العمل به لأنه يعرف أن هذا القرآن ما أنزل إلا ليطبق و يكون منهاجا للحياة و دستورا للبشرية كلها. و هكذا فإن الصيام يحمل صاحبه على أن يستكثر من العبادات للفوز بجزيل الثواب و النجاة من أليم العقاب.

* و هكذا أيضا يحرص الصائم على عبادات مؤقتة في مثل هذا الشهر فمثلا من سنن هذا الشهر صلاة الليل التي هي التهجد و التراويح و هي مأمور بها و يستحب للمسلمين فعلها في المساجد جماعة. و كما جعل الله سبحانه و تعالى النهار محلا للصيام فإنه جعل الليل محلا للقيام و الاستكثار من الصلوات.

* كما يدفعه صيامه أيضا إلى النفع العام للمسلمين في هذا الشهر و في غيره فينفع نفسه و ينفع سائر المسلمين سواء كان في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية:

فمن المنافع الدنيوية: الصدقات التي أمر الله تعالى بها و أمر بها رسوله صلى الله عليه و سلم. قال بعض السلف: "إذا دخل رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله". فالإنسان مأمور بأن يكثر الصدقات في هذا الشهر و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة (أخرجه البخاري برقم 6 في بدء الوحي باب:5).

ذلك أنه شهر يتفرغ فيه العباد لطاعة الله و يبتعدون عن طرق الغواية و المعصية و يستحب فيه مواساة الفقراء و قد ثبت في الحديث أن من فطر صائما كان له مثل أجره(أخرجه الترمذي برقم 807 في الصوم. باب "ما جاء فيمن فطر صائما").

و من المنافع الدينية: فإنك كما ينبغي عليك أن تنفع نفسك فإن عليك أن تنفع المسلمين فإذا استقمت على طاعة الله فإنك تحرص على أن تقيم غيرك على هذه الطاعة و ذلك بأن تأمر إخوانك و أقاربك و جيرانك بأن يعملوا كما تعمل و ترشدهم إلى ما أنت عليه و تحثهم على العبادات التي أتيت بها فتحثهم على قراءة القرآن و على المحافظة على الصلوات و تذكّرهم بذلك و تقول لهم إن الذي يحب منكم الصيام يحب منكم الصلوات و الذي أمركم بهذا الصوم أمركم بذكره و فرض عليكم هذه الصلوات و هذه الزكوات و ربّ رمضان هو ربّ شوال و محرم و سائر الشهور فلعلهم ينتفعون بذلك و يكون في ذلك فائدة عظيمة لك و لهم و تسلم من الإثم إذا لم ترشدهم و إذا استقاموا على يديك كان لك من الأجر مثل أجورهم و ذلك خير لك من الدنيا و ما فيها(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" أخرجه مسلم برقم 2674).

كذلك أيضا فمن النفع المتعدي التعليم و التفقيه و ذلك أنك متى علمت حكما أو مسألة و عرفت أن فلانا أو فلانا يجهلها فإن من واجبك أن تعلمه و ترشده سواء أكانت ح:مية أو وعظية أو إرشادية أو غير ذلك.
  رد مع اقتباس