عرض مشاركة واحدة
المهرة الجامحة
قديم 09-23-2012 ~ 12:28 AM
افتراضي رد: جبران خليل جبران
  ãÔÇÑßÉ ÑÞã 5
 
الصورة الرمزية المهرة الجامحة
 
http://www.hesn-3.com/up/uploads/hesn-3.com_13340089501.gif
تاريخ التسجيل : Jan 2012
معدل تقييم المستوى : 16
المهرة الجامحة is on a distinguished road




هل كان حين قتلت سلب السالب
هل كان حين قتلت سلب السالب أقسى الردى أم كان ثلب الثالب
ختمت بموتك نكبة وتواصلت أخرى وراء الموت ذات غرائب
الحول بعد الحول مر وللردى حوليك ترديد الصدى المتجاوب
لولا تنزلت البراءة من عل ما رد عنك القبر غيبة غائب
لولا تنزلت البراءة من عل ما رد عنك القبر غيبة غائب
هبطت إليك فطهرت ذكراك من رمي الوشاة نقاءها بشواءب
غامت عيونهم بفل قلوبهم فإذا السماء الصحو ذات سحائب
تلك البراءة فلتمثل في حلى عذراء تزهو بالجمال الخالب
وعلى ضريحك فلتشيد صورة من مرمر صاف لتلك الكاعب
الصبح طلعتها ومعدن حسنها عدن وتاج الرأس عقد كواكب
للروح في قسماتها لطف يرى والجسم طهر مفرغ في قالب
قد شارفتك فلطفت بتبسم عذب مرارة دمعك المتساكب
وبأنملات كالأشعة أومأت تنفي ظنون السوء نفي غياهب
وبأخمص متثاقل داست على أشباه حيات سعت وعقارب
رمزا إلى أهل السعايات الألى فشلوا وباؤا بالرجاء الخائب
فإذا استتمت واستوى تمثالها ملء العيون بحسنه المتناسب
كن ملتقى لأشعة من لحظها ترمى بها عن قوس أرأف حاجب
ولينقشوا لك صورة يبدو بها ما كان من عجب بشأنك عاجب
نقشا يلان له الصفاوية ترى في شكل مظلوم أسيف شاحب
تحت الجراحات التي في جسمه أدمى جراحات الفؤاد الذائب
جاث على أقدامها بلغ الأسى منه مبالغه وليس بغاضب
لا عمره المفقود علة بثه كلا ولا نعمي الثراء الذاهب
بل جور قوم كان فيهم عزة للمستعز وغنية للطالب
أدروه ما لم يدر قبل مماته من صد أحباب وبعد أقارب
لم يكفهم إن مات حتى عكروا بغبارهم جو الشهاب الغارب
وأشد في التنكيل من كأس الأذى وضع القذى في كأسه للشارب
ما الوحش إن غال الرميم بقبح من قال النميم لنهش عرض الغائب
فاظنن بمن يغتاب مقتولا وقد أعيا فما يسطيع نبسة عاقب
واظنن بما هو فوق ذاك نكاية من جفوة الأدنى وغدر الصاحب
جأروا وما أخفوه تحت نحيبهم جعل المصيبة فوق ندب النادب
هذا هو الرسم الخليق بأن يرى في ظهر قبرك ماثلا للراقب
في صمته الأبدي أبلغ واعظ لألى النهى بلسان أفصح خاطب
توفيق نم وزر الحسود مؤرقا ما عاش موكولا لهم ناصب
للموت روح زيد عنك هنيهة في شبه حلم مثقل بمتاعب
ذادوه عنك فبت أقلق من ثوى حيث القرار يكون أمن الهائب
لكن عدلا لا يني متعقبا للظلم بين مصابر ومعاقب
كشف اللثام عن الحقيقة فانجلت تعدي الضياء على الظلام الهارب
الناهشو الأعراض في خسر وإن لم تتصم أعراضهم بمثالب
كيف الوشاة وقد رموك بما بهم من منقصات جمة ومعايب
حسدوك لم يعفوا أخاك وإنما فعلوا لحرص في الطبائع غالب
فالمحمدات وأنتما في جانب والمخزيات ورهطهم في جانب
ماذا تركت من المقام لشحهم تلقاء سيب كالغمام الصائب
ولسوء مسعاهم وقلة كسبه في جنب مسعاك الجميل الكاسب
قد باعدوا الخطوات في طلب العلى فتقاصروا عن خطوك المتقارب
وهداك دونهم السبيل إلى الذي لم يبصروه نور فكر ثاقب
أن يقتضوك شمائل لم تؤتها فمطالب الباغين شر مطالب
الناس إما حاسب أو محرز جاها يصرف فيه ذهن الحاسب
وأخو المآثر هل يقلل مجده أن لا يكون بعالم أو كاتب
آليت بالحسنى ألية عارف بعلوها عن شبهة من كاذب
ما ضار من ذم النضار وربما كانت نقيصته بعين العائب
هل معدن التيجان بخس حقه إن يأب طبع أسنة وقواضب
أدركت من كرم وهم لم يدركوا ما للحوادث من بعيد عواقب
الجود للمبقي على أمواله هو أول الرأي السديد الصائب
وبه يوقى العالمون تحولا راع النهى بنذيره المتعاقب
هل بعد معرفة الجموع بحقها يرتاض ساغبها لغير الساغب
إن لم تصب من كل نعمى حظها لم تأمن الدنيا كبار مصائب
ادورد يا أوفى الرجال إذا دعا في حينه داعي القيام بواجب
يا محرزا بدؤوبه وبجده أسمى مكان للمجد الدائب
ومذللا بذكائه ومضائه ما لا يذلل من كؤود مصاعب
ورموا فما ألقى الشهاب من العنان سوى شهاب
ما كان أغناهم وذاك الباب للإحسان باب
لو أنهم لاقوا ذوي الحاجات في تلك الرحاب
في حكمة الدنيا وفي تصريفها العجب العجاب
قد يظفر الجانون فيها بالكرامة والثواب
وعلى رؤوس الخائفين الله قد يقع العقاب
دنيا تخالف كل تقدير وتخلط في الحساب
في زهرها الغرار للساري وفي الورد السراب
فتظل كل حقيقة فيها محلا لارتياب
ما كنت يا توفيق إلا من تفديه الصحاب
لشمائل مملوؤة أنسا وأخلاق عذاب
وصفاء طبع لم يكدره الزمان ولو أراب
ومروءة في كل حادثة لها داع مجاب
لكن وكم لكن تقال إذا كبا بالجد عاش
حكم الذي برأ البرية لا سؤال ولا عتاب
وهو الذي تعتاض بالنعمى لديه من العذاب
وعليه تحقيق الرجاء فمن رجا إلاه خاب
إدورد عش متوافر الآلاء مرفوع الجناب
في غبطة تصفو وبالغير الملمة لا تثاب
لا بدع إن واساك أهل القطر في ذاك المصاب
فلأنت ذاك الفرع من أصل زكا فيه وطاب
من أسرة طهرت خلائقها ولم توصم بعاب
ضربت بسهم في العلى فأصاب منها ما أصاب
ولأنت خير بقية منها ترجى أو تهاب
زانتك آداب رقيقات وأخلاق صلاب
لطف وظرف في الحديث وفي السؤال وفي الجواب
عزم يفل مكاره الدنيا ويهزأ بالصعاب
رأي إذا أبديته في معضل فصل الخطاب
مجد أبى شرفا وجودا أن يشبه بالسحاب
يا من نعزيه ويدري فوق ما ندري الصواب
وعد المهيمن بالسعادة ليس بالوعد الكذاب
فلمن تولى رحمة في خلده ولك احتساب



  رد مع اقتباس