وإذا بها مثلي تحيرُ بِأمرِها
قلتُ لها هل صابكي ما صابني
فتبدلت بيضُ الخدودِ بِحُمرِها
رمانتانِ تراقصت في صدرِها
فدنوتُ منها كي أفوزَ بقبلةٍ
فتبسمت وإذا الضياءُ بثغرِها
فتشابكت مني اليدانِ بخصرِها
قلتُ لها هل تسمحين بقبلةٍ
تطفي لهيب جوارحي من جمرِها
قالت لنا يا ويح قلبك ما ترى
مني الشفاهَ تآكلت من صبرِها
فلثمتُ فاه حبيبتي في لوعةٍ
فتنهدت والسحرُ بان بِحَورِها
والدمعُ أمسى زاهيا في نحرِها
قالت على مهلٍ أراك بلهفةٍ
رفقاً بمن تهدي أليك بعمرِها
فدنوت منها والحياءُ بوجنتي
وتعطلت لغت الكلام لقدرِها
الروح ذابت تشتكي من هجرِها
والشمس بانت في الخباءِ بسفرِها
فجلستُ في حزنٍ أكفف عبرتي
وعلمتُ أني غارقا في بحرِها
قلبي وما نظمت يداي بذكرِها
قد زارني طيف لها في غفوتي
والنفس جادت ما خفا في سرِها