الموضوع
:
إيليا أبو ماضي
عرض مشاركة واحدة
10-02-2016 ~ 05:47 PM
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
29
الإدارة
تاريخ التسجيل :
Aug 2014
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 3,831
معدل تقييم المستوى :
10
القفر
#######
إيليا أبو ماضي
+++++++++
سئمت نفسي الحياة مع الناس،
و ملّت حتى من الأحباب
و تمشت فيها الملالة حتى
ضجرت من طعامهم و الشراب
و من الكذب لابسا بردة الصدق،
و هذا مسربلا بالكذاب
و من القبح في نقاب جميل
و من الحسن تحت ألف نقاب
و من العابدين كلّ إله
و من الكافرين بالأرباب
و من الواقفين كالأنصاب
و من الساجدين للأنصاب
و من الراكبين خيل المعالي
و من الراكبين خيل التصابي
و الألى يصمتون صمت الأفاعي
و الألى يهزجون هزج الذباب
صغرت حكمة الشيوخ لديها
و استخفّت بكلّ ما للشباب
قالت أخرج من المدينة للقفر
ففيه النجاة من أوصابي
و لك الليل راهبي، و شموعي
الشهب، و الأرض كلها محرابي
و كتابي الفضاء أقرأ فيه
سورا ما قرأتها في كتاب
-----------
و صلاتي الذي تقول السواقي
و غنائي صوت الصّبا في الغاب
و كؤوسي الأوراق ألقت عليها
الشمس ذوب النّضار عند الغياب
و رحيقي ما سال من مقلة الفجر
على العشب كاللّجين المذاب
و لتكحّل يد المساء جفوني
و لتعانق أحلامه أهدابي
و ليقبّل فم الصباح جبيني
و ليعطّر أريجه جلبابي
و لأكن كالغراب رزقي في الحقل ،
و في السفح مجثمي و اضطرابي
ساعة في الخلاء خير من الأعوام
تقضى في القصر و الأحقاب
يا لنفسي فإنها فتنتي
بالحديث المنمّق الخلاّب
فإذا بي أقلى القصور ، و سكناها ،
و أهلى القصور ذات القباب
فجرت العمران تنفض كفّي
عن ردائي غباره و إهابي
و تركت الحنى و سرت و إياها
و قد ذهّب الأصيل الروابي
نهتدي بالضحى، فإن عسعس الليل
جعلنا الدليل ضوء الشهاب
و قضينا في الغاب وقتا جميلا
في جوار الغدران و الأعشاب
تارة في ملاءة من شعاع
تارة في ملاءة من ضباب
تارة كالنسيم نمرح في الوادي،
و طورا كالجدول المنساب
في سفوح الهضاب و الظلّ فيها،
و مع النور و هو فوق الهضاب
إنما نفسي التي ملت العمران
ملّت في الغاب صمت الغاب
فأنا فيه مستقل طليق
و كأني أدبّ في سرداب
علمتني الحياة في القفر أني ،
أينما كنت ، ساكن في التراب
و سأبقى ما دمت في قفص الصّلصال عبد المنى أسير الرغاب
خلت أني في القفر أصبحت وحدي
فإذا الناس كلّهم في ثيابي !
ÊæÞíÚ
جاروط
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى جاروط
البحث عن كل مشاركات جاروط