مساء الحب

المشاركة الثانية


وفاء الحبيبة

أتيت قادما من ذلك المكان

من بعيد لم يكن لي وجهان

أتيت لأكد و أشقى في عملي

لتفخر بي أهلي بأني إنسان

ولكني رأيتك

فزال العقل من الأذهان

رأيت وجه البدر

رأيت النهد رمان

فأصابتني الحيرة و العين عسلية

من آي أزهار ومن آي أغصان

فقلت لعلي في حلم
وأنا في النوم غرقان

صرت أشك في نفسي أنت قريبتي

فأنا من طين أنا إنسان

فهذا الشكل للحواري

وليس للأنس و لا الجان

صارت حياتك حياتي
وصرت كل ساعاتي

وحويتيني كما تحوى القوارب

من البحار و الخلجان

سيدتي أتوسلك كطفل

أن تتركيني وحدي في هذا المكان

فلم أعد أقوى على السير

ولم يبقى لي دم و لا شريان

عندما تكلميني أحس أني

وحدي العاشق الولهان

و عندما مسكت يدي
أحسست أول مرة بالحنان

فعدت لذلك المكان حاملا معي
قصة حب جمعتنا

لابد أن نكون زوجان

وعندما وصلت هناك تذكرتك

تذكرت رائحتك وذلك الفستان

تذكرت ذلك الشعر

بحضرته أشعر بالأمان

فعدت مع أخي قادما

و ياليتني ما عدت
ياليتني مت

أو آكلتني تجاويف الوديان

أو أصهر أو أذوب

في غضب أقوى بركان

حبيبتي ترحل عني

جاء لخطبتها ضيفان

نساء يلبسن القلائد

ومحملات بالياقوت و المرجان

حبيبتي ينادى عليها أن تنزل

أقول لها أنزلي قسمة الله مالها ثان

تكلمني و اليد ترتجف

و الدموع على الخد نهران

أنت حبيبي أنت الفقير

أنت غني القلب ما بغيرك ثان

أنت أبا لزهوري

و الزهور لا تعيش بلا بستان