محكمة في السماوة في جنوب العراق
تقضي بسجن طفل يبلغ من العمر ثمانية اعوام
سنة واحدة لسرقته اربع علب كلينكس من احد المحال التجارية .!!!!


لا تبك يا صديقي الصغير

هذه المحكمة المصابة بالشلل الأنساني*

والتي أمتلأت نواضرها بمياه الفساد الاسود

فأصيبت بعمى الضمير

لا تستطيع أن ترى دموعك*

ولا أن تستمع لنوح عظامك المنخورة من افتراش الأرصفة

عظامك التي أصبحت كما الناي

ما أن يمر بها الهواء

حتى يعزف النشيد الوطني للمظلومين والشهداء..

لا تستطيع أيضا

أن تروى الكروش المتضخمة

كقبب الأضرخة الخالية من المصلين..

هذا الكروش التي تقف لتكرع

دماء الفقير

لا تستطيع أن تسمع*

صوت أباك

لا ترى هذا الجوع المخيف

كوجه بلا عيون

هذا الجوع

(صار بينا الخبز حلم عيون معّمية !)

لا تسمع نواح الأمهات

سراق أحلامك وطفولتك وألعابك ومستقبلك

الذين هدموا بأروحنا المعابد والمدراس معاً

هولاء السراق*

لا يلامون

لا يحاكمون

بل لا يرُون

ولا يسمعون

صوت الناي

عندما يبكي

وليس فيه وجع الغابة

أما انت وعلب مناديلك الاربعة

مناديل الوداع*

فخطر جداً*

قبل أن اذهب يا صديق طفولتي

لدي عتب ولوم*

لم المحارم؟!

فأنت لم تبق لديك دموع أصلاً

وأمك

مثل النخلة عبائتها الجراد ومشيتها مسبية*