منتديات حزن العشاق

منتديات حزن العشاق (http://www.chat-hozn3.com/vb/index.php)
-   منتدى القصص القصيرة والطويلة (http://www.chat-hozn3.com/vb/forumdisplay.php?f=64)
-   -   [[ الوردة الذابلة ]] قصة بيراع مكلوم جزء 6 (http://www.chat-hozn3.com/vb/showthread.php?t=388801)

وردة الكاردينيا 06-19-2017 02:06 AM

[[ الوردة الذابلة ]] قصة بيراع مكلوم جزء 6
 
بعد هذا
حلفت زينب يمينا أن أمها لم تخبرها بكل شيء عن بيوت الناس
ذهبت الى ما تسميه نساء زماننا هذا بـ: (بيتها)
لكن لا ...ذلك البيت لم يكن بيتها
زوجها يعيش مع أمه في بيت من 4 غرف
مطبخ وغرفة الام وهي غرفة الاستقبال ايضا وغرفة أخيه الشاب
وغرفة زينب
طبعا هذا ما جعل غرفتها هي القاعدة الرئيسية في المنزل كله
فهي تتوسطه وأوسعه مساحة
انهم يضعون حاجياتهم فيها مايعني انه محرم على زينب اقفالها
فهي لم تنعم بأية خصوصية
أخت زوجها تأتي كل يوم الى هناك لترعى أبقارها وكذلك حماتها
تخرج لترعى الابقار وتفلح الارض
وماذا قد يعني حضور أخت الزوج يوميا في رأيكم؟
زينب كانت كالخادمة
هكذا ببساطة وبدون مقدمات زينب كانت كالخادمة
انها لم تكن مثل ساندريلا فساندريلا لم تشعر بالحزن حقا فلا احد يقربها بعد وفاة والدها في الحرب ليدافع عنها
أما زينب فمصابها عظيم
لأن لها زوجا كان يفترض أن يحميها ويمسح على جروحها كي تبرى
لكن لا
زينب زفت الى ذلك الوحش صغيرة السن ولم تزل بعد سيمات البراءة على وجهها الغض وهذا النوع من الوحوش لا يغتفر لديه أي خطأ
كانت المسافة بعيدة عن والديها وإخوتها
ورغم هذا كانت الخالة تزور بنيتها لتطمئن عليها في مواسم الخير المختلفة ولكن ليس كما يجب
فالخالة عايشة مشغولة واولادها بالرغم من كونهم قد كبروا
لكنهم لم يهضموا بعد أهمية زيارة اختهم
والخال عبد القادر هادئ أكثر من ابنته ولذلك لم يكن يُخشى ولم تكن له هيبة بالرغم من طيبته وحسن تعامله لكن فقره وربما طيبته الزائدة
جعل اولاده فريسة سهلة
بهذه الطريقة بدت زينب وحيدة, ولايلبث ذلك الوحش يذكرها ويشمت بها أن أهلها رموها ولا يتفقدونها
هذا الامر الذي لم تكن الخالة عايشة قد خطر ببالها قط
***









وردة الكاردينيا 06-19-2017 02:07 AM

كم مرة صفعها؟ وكم مرة اهانها امام الناس؟

وعيرها ببطئها وتهورها وقلة فهمها ونباهتها؟

وأخته وامه اللتين تحرضانه ضدها ...كم مرة حثتاه على طلاقها؟

كانت ابنة أخته تعيش معهم لكنها لا تعمل شيئا

إنها فقط تكنس الارض فقط ولا شيء آخر

تعتبر ضيفة لكنها تعيش معهم

زينب وبحكم ذلك المنزل المفتوح في تلك المنطقة الجبلية

عانت الويلات

زينب تنهض باكرا تعد الفطور, تغسل الملابس كل يوم بالماء البارد في الخارج ولا يحق لها استعمال الماء الدافئ لأن الاغصان لاشعال النار قليلة لكنها بالطبع ستكون ان طلبتها اخت زوجها

زينب تهتم بأبقار الحضيرة وبالدجاجات والويل لها ان نقصت بيضة

زينب تقوم بكل هذه الاعمال في عز الشتاء ولا ثوب كامل يقيها لسعة البرد

ولا خمار تغطي به رأسها من أثر الصقيع

زينب تفعل كل هذا وهم في أفرشتهم ينعمون بالدفء ويرتدون الثياب الصوفية الخشنة

غابت...ابتسامتها العذبة التي تأسر الألباب غابت هكذا

...أسنانها بدأت تتصدع من الصقيع

جسدها الصغير كادت تسكنه الامراض

أما في الصيف فالحرارة تلفح وجهها الصغير

حتى غابت نظارتها ومالت بشرتها التي كانت في يوم ما بيضاء الى السمرة وبعده الى السواد

وشعرها الحريري الاصفر اسود قليلا

زينب صارت وردة ذابلة

وردة الكاردينيا 06-19-2017 02:08 AM

ومع كل هذا زينب لم تتفوه بكلمة واحدة

حتى مع أمها إنها لم تحك ولم تبك, وككل مرة انها ترمي بكل هذا في تلك البئر العميقة في قلبها الملتهب

لكن ألن تسأل مامدى عمقها؟؟

زينب تحس بذلك الشرخ الضخم في روحها المتهالكة

وانها تحس بتلك البئر التي في قلبها وقد تصدعت جدرانها

كم ؟ كم تستطيع هذه البئر الاحتمال أكثر؟

لم يبق معها احد من الانس الا حموها سعيد وأخو زوجها جلال

كان الشيخ سعيد يدافع عنها ويمنع زوجها عنها

ويعنف زوجته وابنته حين يضغطون على زينب بأمر الانجاب

وكما نعلم فالاولاد امر مقدس لدى هذا النوع من الاسر

وكأن الامر بيدها !

وهي تذكر يوم امرها ذلك الوحش -الذي نسميه بغير هذا الاسم-

بالذهاب لبيت أهلها كانت تحزم حقيبتها (ولن نقول حقائب)

لتعود من حيث أتت ذليلة كسيرة, لكن حماها هددها ان هي ذهبت الا يسامحها

وطلب منها انتظاره حتى يعود من السوق

ولما عاد لبث ينتظر ابنه فوبخه وهدده ألا يمد يده عليها ثانية

لكن هذا الحصن ما لبث ان تخطفه الموت وهذا ماقدر الله وماشاء فعل

رزقت زينب بعد عام واحد بطفل وبعده بعام بطفلة ثم بعد سنتين اخريتين بطفلة أخرى وبعد أن اكتفوا من الاطفال مدة تسع سنوات رزقها الله تعالى بطفل

وهذا ماكان من المفترض أن يزيح عن كاهلها بعض الذي ألم بها

وهؤلاء الاطفال لم يجدوا في ذلك الوحش أية ذرة أبوة تذكر

لكن عمهم جلال كان يعوضهم هذا الحنان الغابر

حتى إن زينب أحيانا تبكي في نفسها وتتمنى لو أنها كانت زوجة لجلال بدلا عن ذل الوحش

***

لكنهم وطوال هذه الفترات التي من المفترض أن تكون زينب قد

وجدت مكانها في بيتها بعد أن أنجبت أولادها الا ان الامر تفاقم أكثر

فقد

سلبوها أولادها وقالوا أنهم أولاد العائلة ومن حقهم تربيتهم

لم يتروكوها تعلمهم وزعموا تربيتهم

لم يكن من حقها أن تؤدب ولدها ولا رفع صوتها عليه

أذلوها أمامهم حتى استنكروها

فما عادوا يرونها أما

وما عادوا يكنون لها احتراما

وهكذا ضيعوهم

ولما انحرف أولادها, فلذات أكبادها

عادوا إليها باللوم والعتب:

-ضيعت أولادك ,فهل من أم في الدنيا تفعل مثلك؟

أنظري تربيتك ما أثمرت

-كيف لا ينرحف الطفل وقد انحرفت والدته؟

كيف لايسقط وأمه ساقطة ؟

ومع كل هذا لا يحق لها البكاء حتى

وردة الكاردينيا 06-19-2017 02:09 AM

زينب الآن في الثلاثين وهي بعد مازالت تلقي بهمومها على حطام تلك البئر التي لم تكن عميقة بما يكفي في قلبها الدامي

زينب تنظر الى سنواتها الماضية بحسرة

وتنظر الى هذه الوحوش التي معها وهي كالنعجة الوديعة

انها لا ترى والديها الا مرة في العام او مرتين

ولا تحادثهم في الهاتف لأنها كانت تناجي ربها ذات يوم وهي تقول له:

" يا رب اعلم اني ابتعدت عندك وتركت صلاتي وصيامي وقيامي وأريد العودة الى نور الايمان فاقبلني ويسر لي القرب منك يا الهي"

دعت الله باخلاص لم يفهمه ذلك الوحش الا مقلوبا فسحب منها هاتفها الذي اشتراه لها شقيقها

تقدمت بها السنوات وفي عقدها الثالث الذي تعده النساء أبهى فترات حياتهن لاتزال زينب كئيبة لا يحق لها ان تطلب المال لشراء فستان

كغيرها من النساء فان فعلت قال لها:

" لديك الكثير والعام الماضي فقط اشتريت لك واحدا "

زينب حرمت من أبسط حقوقها

ذلك الوحش صرف أموالا فقط ليقوم على أسنانه بالعلاج

أما هي فيقول لها: " اذهبي صباحا باكرا الى المستشفى العمومية لتقلعي سنك مجانا"

وردة الكاردينيا 06-19-2017 02:10 AM

زينب تصدع قلبها منذ زمن بعيد وبعيد جدا , ولذلك طلّقت الدنيا

زينب تلك الزهرة الفواحة لم تتركها تلك الوحوش حتى اذبلتها

فعندما طلقت الدنيا طلقتها بكل ما فيها

هذه المسكينة لم يتركوا لها عقلا لتفكر به أن طاعة الله ليس من الدنيا وليس مما يترك

زينب الصوامة القوامة تركت صلاتها وابتعدت عن ربها

نحن لن نلومها فقط ندعو الله ان يردها اليه ردا جميلا

فمن من نساء اليوم ستصبر كما صبرت زينب؟

وصل الامر باخت زوجها ان تدعو عليها بأبشع الدعاء

وهي تؤدي غُسلها

حرموها من قطرة ماء تتطهر بها لتصلي خمسها

من ستصبر كزينب؟

زينب أغشي على قلبها وفاضت الهموم عليه

زينب لم تجد أحدا يخبرها ان الصلاة ليست من الدنيا وليست من الدنيا التي طلقتها قبل زمن

انها تتحسر على شبابها الضائع

وتندب اولادها الذين ضيعوهم

انها تتقلب مع نفسها وترجو من الله ان يهديها ويردها اليه ردا جميلا

ويجعل كل الخير في هذا الذي يتحرك في احشائها

فيكون قرة عين لها بارا بها كما لم يكن اخوته قبله


وردة الكاردينيا 06-19-2017 02:15 AM

و ان النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة

فأنا أدعو الله تعالى أن يرد زينب اليه ردا جميلا

ويقر عينها بأولادها ويحسن خواتيمها ولا يحرمها أجر صبرها وخير أعمالها

ويتجاوز عنها ولا يقبضها الا وهو راض عنها غير غضبان

ويجمعنا بها في جنة الفردوس مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

قولوا: آمين

هذا وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

نسمات 03-16-2021 11:28 PM

ابدعتي سيدتي وردي


الساعة الآن 02:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
منتديات حزن العشاق