صباح الأمهاتت
 

دخلت عليه ، و بصحبتها إبنها ، سلمت عليهم ، ثم وجهت حديثها إليه :
سيادة المدير ، هذه تسعون جنيها ، و الباقي امهلنيه حتى نصرف المرتبات .
قاطعها المدير :
للأسف ليست لدي مهلة ، فاليوم ساقوم بتوريد الرسوم .
قالت له :
عجبا تعلنوا الرسوم في منتصف الشهر ، و هاهو الشهر و قد تبقت منه خمسة أيام ، سبحان الله ، نحن اصحاب مرتبات .
طيب امهلني حتى الثانية عشر .
المدير : و الله انا بعد الفطور بمشي اورد .
@ طيب سلفني من عندك
ضحك المدير و قال لها :
انتي قايلاني شغال شنو ؟ !
انا مدرس ، يعني موظف ، توقف عن الكلام عندما لاحظ نظراتها إليه .

قالت له باسمة :
و تلميذ العندك دا مكتوب على مهنة ولي أمره رقاص ؟ !
و لا يهمك فقط ساعتين ، يعني عشرة إلا ربع يكون المبلغ المتبقي معك .
المدير : و الله انا طالع بعد ساعة .
جلست ، و حبست دمعة كادت ان تنزل ، و تذكرت ماضيها ، قالت يا ليت والده كان قريبا ، و لكن سرعان ما استدركت ، هناك من هو اقرب منه ،
دخل تلميذ هش له كل من بالمكتب ، كانوا ستة سابعهم المدير ، بادره المدير قائلا في لهفة ، استرعت انتباهها :
خير يا أبني ؟
@ يا استاذ ابوي قال ليك شوف التلاميذ العجز أولياء امورهم عن دفع الرسوم ، عشان ينزل ليك المبلغ في حسابك .
المدير : طيب يا أبني ربنا يزيد ابوك
انصرف الولد ، و وجه المدير حديثه للأم التي أمامه :
الحمد لله ، مشكلتك اتحلت .
تبسمت له و قالت :
هذا ليس لي ، و لكن هذه دعوتي الأولى ، و الحمد لله قد تحققت ، و إني انتظر الثانية . و قبل أن يسألها أحد ، رن هاتفها .
و فاضت الدموع من عينيها ، و هي تحاول قدر الامكان حبسها ، و أن تجعل صوتها طبيعيا ، قبل أن تفتح الخط .
@ مرحبا إبني
= مغليش أمي كنت في مأمورية ، و كنت خارج الشبكة ، الآن الوفد متحرك ، أمي انا مستعجل ، بعدين بتصل عليك ، انا رسلت ألف جنيه ، دعواتك يمه .
اغلق الخط ، و اغلقت جوالها ، ثم قالت للمدير : عن إذنك بس اقرب محل اتصال ابيع الرصيد و اجيب ليك الرسوم ، الحمد لله هذه دعوتي الثانية تحققت ، إن الله لا يخذل عبده ، و لا يرد سؤال المضطر إذا دعاه .
تبسم المدير ، و هو يحاول أن يبدو اعتذارا ، قال لها :
خلي الوالد يجيبن معاهو بكره ، ما في داعي للتعب .
نظرت للجميع و خرجت .

قصه جميله عاشت ايدك