حينما نتقاسم الألم ..!!

[وردة الكاردينيا]

ليلة تقاسمنا الألم
كرماد في مهب الريح .. كنت .. فلملمني
كشظايا بلور متناثرة .. كنت .. فجمعني ..
من جحيم الصمت .. أخرجني
و من صقيع البرد .. أدفأني
تجول ذات مرة في شوارع مدينتي .. فسمع أنين صمتي !!
يا الهي !!
جميعهم مروا بي لكن أحدهم لم يسمعني !!
هو وحده من سمعني
كالطير الجريح كنت ..
مرّ بي الكثيرون .. وكانوا يتراقصون طربا على صوتي ..
إلا هو .. مرّ بي وشعر بأنيني ..
مدّ يده لي .. والغريب أن تلك الطفلة الخائفة ارتمت في أحضانه !!
بكت .. و بكت .. وبكت ..
ثم بكت ..
في كل مرة كانت يده تمسح دموعي .. كانت و كأنها تستفزها للنزول !!
فتمطر عيناي بوابل لا ينضب
أخبئ وجهي عنه .. فيه !!
و أبكي .. بكيت حتى بللت قميصه
فكانت الدموع هي لغة الكلام حينها ..
و الغريب أنه كان يفهمها ..
و الأغرب أنه كان يمسح على رأسي بصمت .. فتهدأ من خوفي كلماته !!
طال نحيبي .. و كان بجانبي ..
هاله منظري .. و جرحته دموعي ..
فكان يضمني إليه بكل قوته فأشعر بحنانه يتسرب إلى عظمي ..
و فجأة .. توقفت دموعي .. و بدأت .. أهذي ..
فجرت براكين صمتي و حزني ..
أطلقت دموعا حبستها بكل قسوة منذ زمن ..
كل ذلك و هو بجانبي .. يقاسمني الألم ..
فأصبح علامة في حياتي ..
منذ تلك الليلة ..
ليلة تقاسمنا الألم ..