حسن الدراجي
01-25-2011, 03:51 PM
هكذا اختفت سحر !
كنا مجموعه من سبعة اشخاص تحلقت حول مدفاه نفطيه في بهو احد فنادق بغداد الواقعه قرب منطقة السعدون!!!
كان الظلام دامسا عدا ضوء المدفاه الشاحب الذي يصل مداه سقف البهو وقد قربنا ايدينا نحوها طلبا للدفو فيما كان صوت الهواء الذي يلاعب الاشجار خارج الفندق مختلطا احيانا بازيز الطائرات وهي تقطع سماء بغداد يصل الينا كهمهمة مبهمه تثير القشعريره في اجسادنا المقروره !!!!
تاتي الينا احيانا من بعيد صوت دوي قنبله او صوت رصاص المقاومات الارضيه وهي تنطلق لينبري احدنا قائلا-هذا قصف قريب!!!
فيجيبه اخر-ربما عند معسكر الرشيد!!!!
تنحنح رجل اسمر البشره خط الشيب راسه وعينان واسعتان وفم رقيق مع خط من الشوارب البيضاء ربما تجاوز عمره الاربعين ثم طالع وجوهنا جميعا ليقول
-سوف اقص عليكم سادتي قصه غريبه حدثت لي قبل عشرين سنه وفي هذا الفندق بالذات!!!!!
التفتت الرؤوس نحوه وتحلقت العيون فيما استطرد
-كنت شابا يافعا في الخامسه والعشرين من عمري حينما استلمت وظيفه في مصلحه حكوميه في مدينة الحله !!
وشاء الحظ ان يكون مكتبي ملاصق لمكتب فتاة صغيرة السن جميله بيضاء البشره بعيون سوداء واسعه وشعر جميل يصل حتى كتفيها وصوت ناعم رقيق يثير الاحلام والطمع في نفس سامعه!!!!
تنفس بصوت مسموع وهو يسترسل-كانت علاقتنا في الايام الاولى لا تتجاوز كلمات مرحبه ونظرات مختلسه وحنين جامح الى ان توطدت علاقتنا وبتنا نحس ان كل منا قد خلق للاخر !!!!
وتمر الايام سادتي لاصارحها بمكنون صدري وحبي الكبير لها !!!!
تنفس بعمق ثانيه ثم قال-اطلعتني انها يتيمة الاب وان اصلها مدينة البصره وانها تعيش مع والدتها في بيت صغير في اطراف الحله !!!
سالتها عن اقاربها فقالت ان لها عم يسكن البصره مع اولاده الثلاث واها لم ترهم منذ ان غادرت مع ابوها وامها البصره ليعيشوا في الحله لخلاف شاب العلاقه بين الاخوين فاشترى ابوها هذا البيت الصغير قاطعا علاقته مع اخوه تماما !!!!
صمت للحظات بعد ان قطع كلامه صوت دوي قصف قريب ثم استرسل
-ولاني كنت يتيم الابوين فقد احسست ان السماء قد قاربت بيني وبين هذه الفتاة اليتيمه كي نكون سندا لبعضنا !!!!
كنا نخرج سويا فاوصلها الى بيتها الصغير الذي تقف في بابه امها وهي امراه قد تجاوزت الخمسين تنطق عينيها بالشفقه والحنو الذي لا مثيل له تنتظرها فالقي التحيه فتستقبلني باحر منها وتدعوني للدخول ولكنني ارفض حرمة لهما وخجلا!!!!!
في صباح احد الايام وكان يوم الاربعاء بعد سنه من تعارفنا جاءت الدائره صباحا وعيناها حمراوتان من البكاء او السهر !!!!
انتابني القلق واخذتني الخشيه واحسست بتقلص كبير في معدتي فسالتها
-ما الذي جرى؟؟؟
قالت بصوت حزين-جاءنا امس اولاد عمي الثلاثه!!!!
سالتها بلهفه-عجبا ما الذي يريدونه ؟؟؟؟
فقالت وعيناها دامعتان-يريدون ان اختار واحد منهم كي اتزوجه!!!!!
شعرت بغصه رهيبه ودوار كدت اسقط به مغشيا علي!!!!!!
صحت-يا الله وما كان ردك؟؟؟
-لقد رفضت وقد ساندتني امي ولكنهم هددونا بالويل !!!!!
تجاوزت الساعه منتصف الليل ----انهمر المطر مدرارا وزادت الريح سرعتها وبات نواحها المصحوب بصوت رعد هائل يختفي ثم يعود قد يختلط احيانل مع صوت تساقط القنابل المدوي وكانه قادم من عالم اخر يهز اجسادنا المقروره الملتصقه بالمدفاه الذي يلقي ضوئها الباهت على وجوهنا الخائفه لونا شاحبا يظهر التوجس والخشيه من المجهول!!!!
تطلعت عيوننا نحوه متوسله ان يكمل!!!
-كانت سخر(وهو اسم الفتاة) مشفقه ان يكون ما تخبرني به مدعاة الى قطع الصله معها ولكنني فاجاتها بسؤالي-هل تقبلين الزواج بي؟؟؟؟
على البشر والسرور وجهها واحنت راسها الجميل بالموافقه!!!!
- لااطيل عليكم سادتي مرت اجراءات الخطوبه والزواج سريعه وخلال ايام معدوده بحيث لم يستطع اولاد عمها سماع الخبر الا قبل يوم من الزواج!!!!!
-اتفقت الاراء ان يكون زواجنا في لحد فنادق بغداد وكان هذا الفندق (واشر بيد معروقه نحو صالة الفندق المظلمه) هو الذي وقع عليه اختيارنا بعد سفره سريعه الى بغداد!!!!
تنفس بعمق ثم اردف-وصلنا سادتي في وقت مبكر من المساء ----دخلنا الفندق وطلبنا من موظف الاستعلامات مفتاح غرفتنا التي حجزناها في وقت سابق!!!
نظر الينا الموظف بتمعن ثم قال-السيد علي وحرمه السيده سحر اجل يوجد حجز لكما في غرفة للعرسان ولكن امهلوني بعص الوقت كي يتم تحضيرها لكما!!!!
-جلسنا في بهو الفندق الذي كان يعج باناس يتكلمون في ان واحد وانتظرنا !!!
جاءنا الموظف وقال-اسف سيد علي سوف يتاخر الامر عليكما لماذا لا تضعان الحقائب في غرفة الامانات وتتجولا قليلا في شوارع بغداد الجميله فالوقت لازال مبكرا وسوف يتم اعداد غرفتكما بالسرعه الممكنه!!!!
-تطلعت سادتي نحو سحر التي اشارت براسها موافقه ----جاء احد السعاة واخذ حقائبنا فيما تابطت ذراع سحر وخرجنا من الفندق نسير في شوارع بغداد الكبيره والمضيئه نتطلع نحو اسواقها ومحلاتها الى ان اخذ التعب منا فاقترحت ان نتناول العشاء في احد المطاعم ذات الواجهه الزجاجيه الجميله والقريب من الفندق!!!!!
كنا مجموعه من سبعة اشخاص تحلقت حول مدفاه نفطيه في بهو احد فنادق بغداد الواقعه قرب منطقة السعدون!!!
كان الظلام دامسا عدا ضوء المدفاه الشاحب الذي يصل مداه سقف البهو وقد قربنا ايدينا نحوها طلبا للدفو فيما كان صوت الهواء الذي يلاعب الاشجار خارج الفندق مختلطا احيانا بازيز الطائرات وهي تقطع سماء بغداد يصل الينا كهمهمة مبهمه تثير القشعريره في اجسادنا المقروره !!!!
تاتي الينا احيانا من بعيد صوت دوي قنبله او صوت رصاص المقاومات الارضيه وهي تنطلق لينبري احدنا قائلا-هذا قصف قريب!!!
فيجيبه اخر-ربما عند معسكر الرشيد!!!!
تنحنح رجل اسمر البشره خط الشيب راسه وعينان واسعتان وفم رقيق مع خط من الشوارب البيضاء ربما تجاوز عمره الاربعين ثم طالع وجوهنا جميعا ليقول
-سوف اقص عليكم سادتي قصه غريبه حدثت لي قبل عشرين سنه وفي هذا الفندق بالذات!!!!!
التفتت الرؤوس نحوه وتحلقت العيون فيما استطرد
-كنت شابا يافعا في الخامسه والعشرين من عمري حينما استلمت وظيفه في مصلحه حكوميه في مدينة الحله !!
وشاء الحظ ان يكون مكتبي ملاصق لمكتب فتاة صغيرة السن جميله بيضاء البشره بعيون سوداء واسعه وشعر جميل يصل حتى كتفيها وصوت ناعم رقيق يثير الاحلام والطمع في نفس سامعه!!!!
تنفس بصوت مسموع وهو يسترسل-كانت علاقتنا في الايام الاولى لا تتجاوز كلمات مرحبه ونظرات مختلسه وحنين جامح الى ان توطدت علاقتنا وبتنا نحس ان كل منا قد خلق للاخر !!!!
وتمر الايام سادتي لاصارحها بمكنون صدري وحبي الكبير لها !!!!
تنفس بعمق ثانيه ثم قال-اطلعتني انها يتيمة الاب وان اصلها مدينة البصره وانها تعيش مع والدتها في بيت صغير في اطراف الحله !!!
سالتها عن اقاربها فقالت ان لها عم يسكن البصره مع اولاده الثلاث واها لم ترهم منذ ان غادرت مع ابوها وامها البصره ليعيشوا في الحله لخلاف شاب العلاقه بين الاخوين فاشترى ابوها هذا البيت الصغير قاطعا علاقته مع اخوه تماما !!!!
صمت للحظات بعد ان قطع كلامه صوت دوي قصف قريب ثم استرسل
-ولاني كنت يتيم الابوين فقد احسست ان السماء قد قاربت بيني وبين هذه الفتاة اليتيمه كي نكون سندا لبعضنا !!!!
كنا نخرج سويا فاوصلها الى بيتها الصغير الذي تقف في بابه امها وهي امراه قد تجاوزت الخمسين تنطق عينيها بالشفقه والحنو الذي لا مثيل له تنتظرها فالقي التحيه فتستقبلني باحر منها وتدعوني للدخول ولكنني ارفض حرمة لهما وخجلا!!!!!
في صباح احد الايام وكان يوم الاربعاء بعد سنه من تعارفنا جاءت الدائره صباحا وعيناها حمراوتان من البكاء او السهر !!!!
انتابني القلق واخذتني الخشيه واحسست بتقلص كبير في معدتي فسالتها
-ما الذي جرى؟؟؟
قالت بصوت حزين-جاءنا امس اولاد عمي الثلاثه!!!!
سالتها بلهفه-عجبا ما الذي يريدونه ؟؟؟؟
فقالت وعيناها دامعتان-يريدون ان اختار واحد منهم كي اتزوجه!!!!!
شعرت بغصه رهيبه ودوار كدت اسقط به مغشيا علي!!!!!!
صحت-يا الله وما كان ردك؟؟؟
-لقد رفضت وقد ساندتني امي ولكنهم هددونا بالويل !!!!!
تجاوزت الساعه منتصف الليل ----انهمر المطر مدرارا وزادت الريح سرعتها وبات نواحها المصحوب بصوت رعد هائل يختفي ثم يعود قد يختلط احيانل مع صوت تساقط القنابل المدوي وكانه قادم من عالم اخر يهز اجسادنا المقروره الملتصقه بالمدفاه الذي يلقي ضوئها الباهت على وجوهنا الخائفه لونا شاحبا يظهر التوجس والخشيه من المجهول!!!!
تطلعت عيوننا نحوه متوسله ان يكمل!!!
-كانت سخر(وهو اسم الفتاة) مشفقه ان يكون ما تخبرني به مدعاة الى قطع الصله معها ولكنني فاجاتها بسؤالي-هل تقبلين الزواج بي؟؟؟؟
على البشر والسرور وجهها واحنت راسها الجميل بالموافقه!!!!
- لااطيل عليكم سادتي مرت اجراءات الخطوبه والزواج سريعه وخلال ايام معدوده بحيث لم يستطع اولاد عمها سماع الخبر الا قبل يوم من الزواج!!!!!
-اتفقت الاراء ان يكون زواجنا في لحد فنادق بغداد وكان هذا الفندق (واشر بيد معروقه نحو صالة الفندق المظلمه) هو الذي وقع عليه اختيارنا بعد سفره سريعه الى بغداد!!!!
تنفس بعمق ثم اردف-وصلنا سادتي في وقت مبكر من المساء ----دخلنا الفندق وطلبنا من موظف الاستعلامات مفتاح غرفتنا التي حجزناها في وقت سابق!!!
نظر الينا الموظف بتمعن ثم قال-السيد علي وحرمه السيده سحر اجل يوجد حجز لكما في غرفة للعرسان ولكن امهلوني بعص الوقت كي يتم تحضيرها لكما!!!!
-جلسنا في بهو الفندق الذي كان يعج باناس يتكلمون في ان واحد وانتظرنا !!!
جاءنا الموظف وقال-اسف سيد علي سوف يتاخر الامر عليكما لماذا لا تضعان الحقائب في غرفة الامانات وتتجولا قليلا في شوارع بغداد الجميله فالوقت لازال مبكرا وسوف يتم اعداد غرفتكما بالسرعه الممكنه!!!!
-تطلعت سادتي نحو سحر التي اشارت براسها موافقه ----جاء احد السعاة واخذ حقائبنا فيما تابطت ذراع سحر وخرجنا من الفندق نسير في شوارع بغداد الكبيره والمضيئه نتطلع نحو اسواقها ومحلاتها الى ان اخذ التعب منا فاقترحت ان نتناول العشاء في احد المطاعم ذات الواجهه الزجاجيه الجميله والقريب من الفندق!!!!!