المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من بين اوراقي إنه العطاء ..


فاطمة الطاهرة
06-07-2014, 10:01 PM
من بين اوراقي إنه العطاء ..






- قالت لي مُحدّثتي :




أتعجَّب كثيرًا مما يفعله والدي في الصباح فقد كان يجمع علب الحليب ذات الحجم الكبير ويغسلها !




حتى علمتُ فيما بعد أنَّهُ يأخذها معه إلى المسجد

ويتركها عند برادات الماء التابعة للمسجد فيأخذها العمال وينتفعوا بها !
أبتسمُ طويلًا كُلَّما تذكرت قولها وكأنِّي به قد وضع نصبَ عينيْه أنْ



تَزَوَّدْ مِنَ التقوى فإنكَ لا تدري * إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجرِ ؟



إنَّهُ العطـاء ,



لهُ أهلٌ قد شُغفوا به و مالت أنفسُهم إلى ماعند الكريمِ الرحمن سُبحانه



فتاقت أرواحُهُمْ وتطلَّعتْ إليهْ , وسارتْ في كُلِّ دربٍ مُوصلٍ إليهْ ,



حتى ينتهي بهم الدرب إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض أُعدت للمُتقين !



لا عجب ! .. ألم يقل الله تبارك وتعالى :



{ وَأَنْ لَيْسَ للإنسَانِ إلَّا مَا سَعَى وَأَنّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ! } ؟



إنَّ العظماء والنُّبلاء وأصحاب النُّفُوس الكبيرة لا تكاد أعينهم تقرّ بنعيم



ولا يستقيم له حال ولا يطيب لهم عيش إلا بالعطاء ..



فتراهُم أولي أرواح نديَّة وأيدٍ سخيَّة و أخلاقٍ عشبيَّة و ابتسامة ماطرة

و قُلُوبٌ بالحُبِّ والبذل زاخرة .



باختصار / هُم غيْثٌ لا ينقطعْ ! .. فلاريب أن يكُونُوا

هُم أسعد الناس وأحسنهم خلقا !



وأذكر أنَّ بعضهم عرَّفَ: الخُلقَ الحسنَ بأنَّهُ



كفُّ الأذى و بذل الندى (العطاء) و الصبر على الأذى و الوجه الطَّلق !



ولنا في رسُول الله http://www.chat-hozn3.com/vb/storeimg/images_1402167689_888.gif عليه وسلم أُسوةٌ حسنة حيث كان من

أسخى الناس و أجودهم وأكرمهم ,



أما قالت له خديجة رضي الله عنها مُخفِّفةً عنه وَ مُثبتةً له :



[ كلا أبشر ، فوالله لا يخزيك الله أبداً .. !

إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ] !

فكأنَّها تقول لا تحزنْ ,

فـما جزاء الإحسان إلا الإحسان !

نعم والله .



فالعطاء قِبْلَةُ السعادةِ و التوفيق كما هي الأعمال التطوعيَّة



إذ تبقى دائِمًا تنضح بالخير حتى أنَّهُ http://www.chat-hozn3.com/vb/storeimg/images_1402167689_888.gif عليه وسلم ,



حينما جاءه رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِهِ، أوصاهُ أنْ / إذا أردتَ أن

يلين قلبك و أن تدرك حاجتك فامسح رأس اليتيم، ..!



- إنَّ من الجميل أن يُعطي الإنسانُ بلا أسباب ولا مناسبات ولا

ينتظر الشُّكر ولا رد الجميل ولا يتوق إلى المقابل..



فإنَّهُ إذا ألزم نفسه بهذه السياسة وتدربت روحه و مرنت مع هذه الرياضة

أفلح و فاز برضا الله ومحبته ..

ومن الذي ينشد غيرها ؟!






ألم يقل الله تبارك وتعالى : { إنَّ اللهَ يُحبُّ المُحسنين } ؟

والله هذه هي الغاية وأصحاب الهمم العالية و المطالب الغالية



لا يلتفتون إلى أي ردٍ للإحسان مُقابل الإحسان الأكبر من الرحيم الرحمن فإنَّ العُمر

يفنى و الأنفاس تُعدّ والأيام تنقضي !



فرابح أو خاسر..و لمن أعطى وأعطى فمات و الذكرُ يُخبر

أنَّ ما كان هوَ لله ثُمَ للتاريخ ؛ فليشهد .!

- إشــارة



فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها .. فالذكرُ للإنسانِ عمرٌ ثاني ,