المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة شهر رمضان حول العالم


نوسه
07-15-2012, 10:35 PM
موسوعة شهر رمضان حول العالم








قراءة القرآن .. تنير ليالى رمضان


قد يتشابه وقد لا يختلف الاحتفال بشهور رمضان من بلد إلي آخر من حيث الاعتكاف في المساجد وقراءة القرآن الكريم‏..‏
ولكن ألا يتملك الكثيرون الفضول للتعرف علي الأقل علي عادات وتقاليد ومطبخ الشعوب الأخري خلال الشهر الفضيل‏..‏ وألا يجب مثلا أن نعلم كيف يحتفل أطفال كل من فلسطين والعراق برمضان وسط أجوائهم المتوترة‏..‏ علي الأقل حتي نحمد الله؟‏..‏
لذا كانت تلك الجولة في عدد من البلاد ومنها مصر ، سوريا‏-‏ السعودية‏-‏ تركيا‏-‏ ايران وجنوب شرق آسيا وغيرها للتعرف علي كيفية أحيائهم واحتفالهم بشهر رمضان المعظم‏.‏


يبدأ الإحتفال بشهر رمضان فى مصر باستطلاع الهلال .
ومن المظاهر الدينية للاحتفال بهذا الشهر الكريم كثرة الصلاة و الأعتكاف بالمسجد في العشرة الأخيرة من رمضان وزيادة العطا ء للفقراء والمساكين . ويفطر الناس فى رمضان على صوت مدفع رمضان.
وبعد الأفطار يخرج الناس ليلا إلي الشوارع والمقاهي و حضور الحفلات إلخ... وذلك للترويح عن النفس مما يجعل شهررمضان عيدا يحتفل به جميع المصريون.
ومن اهم مظاهر الاحتفال برمضان
الخيمة الرمضانية
وقد انتشرت فى مصر ظاهرة الخيمة الرمضانية التى أصبحت من السمات المميزة لشهر رمضان الكريم ، وهى تعد ملتقى العائلات التى تسهر فى الجو الرمضانى ، وهناك كمن يهتم بأن يتضمن برنامج الخيمة التواشيح الدينية ، وقد اهتمت الأندية الكبرى فى القاهرة خاصة بإنشاء الخيم الرمضانية التى تمتد سهراتها حتى السحور، كما كان لمقاهى القاهرة دور بارز فى عمل الخيم الرمضانية ذات الطابع الشعبى .
مائدة الرحمن
موائد الرحمن : تعد موائد الرحمن من مظاهر الشهر الكريم ، وعلى الرغم من بساطتها وإقبال الناس عليها - خاصة من غير المقتدرين - فإن موائد الرحمن يخضع إعدادها إلى عدة مراحل تبدأ بعمليات شراء المواد التموينية وتوفير مخزن الطعام، ثم مرحلة اختيار العمالة المأجورة للعمل داخل موائد الرحمن، فمرحلة طهى الأطعمة، ثم إعداد المائدة وتجهيزها تمهيداً للمرحلة الأخيرة وهى توزيع وجبات الإفطار على ضيوف المائدة.
مدفع رمضان
يشير التاريخ إلى أن المسلمين – فى شهر رمضان - كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم ، وعندما بدأ استخدام الآذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بآدائه . وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ – ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام – أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار ، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود - يتميز المدفع بلونه الأسود الذى يتم تجديد طلائه بين الحين والآخر .
والمدفع عبارة عن ماسورة من الصلب ترتكز على قاعدة حديدية يتوسطها عجلة لتحريك ماسورة المدفع ، وترتكز من ناحية على الأرض ومن ناحية أخرى على محور حديدى يتوسط عجلتين كبيرتين من الخشب تساعدان على تحرك المدفع من مكان لآخر إذا لزم الأمر .
المسحراتي
مهنة شعبية تعتمد على الكلمات والأناشيد والطقوس الخاصة البسيطة. وشخصية "المسحراتي" أقرب إلى الفنان الذي يؤدي دور البطولة على خشبة المسرح، مدة ظهوره هي 30 يوما فقط في ليل رمضان، أما باقي الأبطال فهم الطبلة والعصا وصوت جهوري ينادي ويتغنى.
فانوس رمضان
استخدم الفانوس فى صدر الإسلام فى الإضاءة ليلاً للذهاب إلى المساجد وزيارة الأصدقاء والأقارب وقد عرف المصريون فانوس رمضان فى الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ وقد وافق هذا اليوم دخول المعز لدين الله الفاطمى القاهرة ليلاً فاستقبله أهلها بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب وقد تحول الفانوس من وظيفته الأصلية فى الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية إبان الدولة الفاطمية حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس ويطالبون بالهدايا من أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، كما صاحب هؤلاء الأطفال – بفوانيسهم – المسحراتى ليلاً لتسحير الناس ، حتى أصبح الفانوس مرتبطاً بشهر رمضان وألعاب الأطفال وأغانيهم الشهيرة فى هذا الشهر ومنها وحوي يا وحوي .
اكلات رمضانية
حظيت الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى التراث المصرى والشعبى ، وكانت – ولا تزال – من عناصر فولكلور الطعام فى مائدة شهر رمضان ، وقد بدأت الكنافة طعاماً للخلفاء ، إذ تُشير الروايات إلى أن أول من قُدم له الكنافة هو معاوية بن أبى سفيان زمن ولايته للشام ، كطعام للسحور لتدرأ عنه الجوع الذى كان يحس به . واتخذت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، ومن لا يأكلها فى الأيام العادية ، لابد أن تتاح له – على نحو أو آخر – فرصة تناولها خلال رمضان ، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بالطعام فى شهر رمضان فى العصور الأيوبى والمملوكى والتركى والحديث. باعتبارها طعاماً لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعبى .
كذلك ارتبطت الأكلات الشعبية الاخرى بشهر رمضان فى مصر - مثل طبق الفول المدمس - والزبادى - والمقبلات المتنوعة - اضافة الى ياميش رمضان ومشروب قمر الدين المصنوع من المشمش - وكذلك بعض الفواكه المجففة كالمشمش والتين والعنب (الزبيب) والقراصيا وغيرها - حيث تتنوع طرق اعداد وتقديم هذه المأكولات التى لا يقبل عليها الناس عادة إلا فى رمضان .
وفى سوريا :
تنفرد دمشق عن مثيلاتها من البلاد العربية والإسلامية بممارسة الناس لنفس العادات القديمة التي توارثوها عن أجدادهم‏-‏ فيشرق سوق الحميدية أحدي أقدم أسواق دمشق بالأضواء طوال الليل وكذلك الشوارع والبيوت والحوانيت‏.‏ وتبدع نساء سوريا في إعداد موائد الشهر الكريم فلا تخلو مائدة من المرطبات والحلوي بشكل مفرط بالاضافة إلي المقبلات وصحن الفول بالزيت‏-‏ الخشاف والبرازق‏.‏ ومع اتساع مدينة دمشق أصبح لكل حي مسحر خاص به وهي مهنة تنحصر في عائلات معينة تتوارثها ومازالت مهنة الحكواتي موجودة ولكن في أضيق الحدود حيث يوجد في المقاهي الشعبية جالسا علي سدة عالية في صدر المكان ليحكي حكايات الظاهر بيبرس والزير سالم‏.‏

ومازالت تقام ليالي الذكر في التكية المولوية بعد صلاة التراويح وتجتذب السواح قبل أهالي المدينة‏.‏ ويركز النساء في منتصف الشهر الكريم علي شراء كسوة العيد ليتحول سوق الحميدية‏-‏ سوق العطارين‏-‏ سوق الحرير وسوق البزورة إلي بحر متلاطم من البشر علي أن يتفرغن في العشر الأواخر من الشهر لصناعة حلوي المعمول المحشو بالفستق الحلبي‏.‏
من السعودية إلي بيروت
ويتميز شهر رمضان في المملكة العربية السعودية بطابع خاص لا يوجد في أي بقعة من بقاع العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين ولذا يزداد في النصف الثاني من الشهر الكريم أعداد القادمين من أجل العمرة وللاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي‏.-‏ هذا وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح وتستمر حتي منتصف الليل والتي دائما ما تنقل علي الهواء مباشرة عبر عدد كبير من الفضائيات‏.‏ جدير بالذكر أن أسعار التمور قد ارتفعت بشكل كبير هذا العام‏-‏ كذلك مبيعات العطور والعود تصل إلي نحو‏600‏ مليون ريال حيث يتمسك أهالي المملكة بعادات وتقاليد الجزيرة العربية في هذا الشأن لاستحبابهم للعطر عند كل صلاة‏.‏ علي فكرة الـ‏600‏ مليون ريال تمثل‏25%‏ من حجم المبيعات السنوية التي تقارب‏2.5‏ مليار ريال التي يتم استيراد خاماتها من دول شرق آسيا‏.‏


أما إذا أتينا إلي بيروت فسنجد أن مظاهر الشهر الكريم تتشابه كثيرا مع مصر‏-‏ فتكثر الخيام الرمضانية التي تتميز بالزخم والحيوية في كل الفنادق وفي معظم الأحياء ومنها الشعبي أو التجاري أو البرجوازي‏..‏ ليستمتع رواد الخيام بليالي رمضان مستمعين إلي أشهر مطربي العالم العربي وكذلك بالنرجيلة أو الشيشة التي لا يخلو مكان منها‏.‏
ومن تركيا إلي ايران
إنارة المآذن في تركيا والتي يطلق عليها الأتراك محيا تعتبر أحد أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان حيث تهنأ مآذن‏77‏ ألف مسجد تقريبا‏.‏ ويهتم مسلمو تركيا بقراءة القرآن الكريم طوال الشهر كما يواظبون علي صلاة التراويح في الجامع الكبير بالعاصمة أنقرة وفي الرواق الداخلي لجامع السلطان أحمد بأستانبول وترعاه هيئة الشئون الدينية بالتنسيق مع وزارة الثقافة التركية‏.‏
ويبدأ إفطار الأتراك بالتمر والزيتون والجبن قبل أن يتناولوا الطعام الشهي بعد أداء صلاة المغرب مع الخبز الخاص بشهر رمضان والذي يطلق عليه اسم البيدا وهو خبز مثل الفطير ويباع بسعر أعلي من الخبز العادي‏.‏
كما يتميز المطبخ التركي بالحلويات مثل الكنافة والبقلاوة المليئة بالمكسرات وهي في الأساس أطباق تركية ورثها عنهم المصريون وشعوب عربية أخري‏.‏
أما الايرانيون فيستقبلون شهر رمضان الكريم بتزيين المساجد بالمصابيح والثريات وبغسل السجاد أو استبداله كما يستبدل الدعاء في المساجد ووسائل الأعلام المسموع والمرئي بالأدعية باللغة العربية مصحوبا بترجمة فارسية‏-‏ فالشعب الأيراني معروف بحبه للأدعية ولذا يبدأ شهر رمضان بدعاء رؤية الهلال عن الأمام علي بن الحسين ما‏-‏ كما خصصوا يوم الثلاثاء بدعاء التوسل لله تعالي ويوم الخميس لأدعية علي بن أبي طالب والذي علمه للصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي ويسمي دعاء كميل أما يوم الجمعة فلقد خصه الأيرانيون بدعاء الندبة للتفريج عن الأمة الإسلامية وكشف غمتها ويستمر من قبل صلاة الفجر‏.‏ وأخيرا يقوم الايرانيون بإحياء العشر الأواخر من شهر رمضان بإقامة صلاة‏100‏ ركعة مستحبة جماعة ويلتزمون بالتواجد في المساجد ولذا يتم توزيع السحور بداخلها‏.‏
من مداحين المغرب إلي مسلمي روسيا
طبالون‏-‏ مداحون‏-‏ يقرأون‏-‏ مروضو القرود‏-‏ باعة خبز وأعشاب طبية تكتظ بهم الأسواق‏-‏ إذا نحن في المغرب‏..‏ حيث تتحول الساحات إلي مهرجان من الألوان الصاخبة احتفالا بالشهر الكريم‏.‏ هذا ويتشابه الاحتفال برمضان في المغرب بتونس حيث يكثر التكافل الأجتماعي وإحياء التراث الإسلامي وبالطبع الأقبال علي المساجد‏..‏ أما عن المطبخ المغربي‏-‏ فلا يخلو من ثلاث أشياء أساسية في رمضان‏:‏ شوربة الحريرة‏-‏ السلو أو معجوم الدقيق بالمكسرات‏-‏ حلوي الشبينكة وكذلك كعب الغزال‏.‏


وإذا أتينا إلي روسيا فسنجد أن الإسلام قد دخل إلي الأراضي الروسية من باب التجارة عن طريق الوفود التجارية ويتراوح عدد المسلمين في روسيا بين‏22‏ و‏25‏ مليون مسلم ينتظمون جميعهم في أداء صلاة الجماعة وإعداد موائد الافطار الجماعية‏-‏ قراءة القرآن وختم القرآن علي مدي الـ‏30‏ يوما‏.‏
رمضان في جنوب شرق آسيا
في الفلبين سنجد أيضا أن الإسلام قد وصل إليها بواسطة التجار المسلمين ـ ولقد توارث أهالي هذه البلاد الاعتكاف في المساجد طوال شهر رمضان حتي موعد صلاة التراويح وذلك لأن العطلة لديهم اختيارية خلال الشهر الفضيل‏.‏ أما الذي يميز الفلبين عن دونها فهي الأكلات المفضلة لديهم من مشروب الموز ولبن جوز الهند إلي الكاري ـ كاري أي اللحم بالبهار وكذلك طبق يوان ـ سوان من الأسماك وغالبا ما يكون في السحور مضافا إليه حلوي الأيام والتي تتشابه مع القطائف المصرية‏.‏


أما في تايلاند فيشكل المسلمون ثلث المجتمع التايلاندي‏-‏ ولعل أهم ما يميزهم حمل حفظة القرآن علي الأكتاف في مظاهرات ويتم الطواف بهم في الشوارع ليكونوا قدوة لباقي المسلمين وبخاصة الشباب‏.‏ هذا وتذبح كل أسرة تايلاندية ذبيحة حتي الأسر الفقيرة وذلك في أول يوم من شهر رمضان ويمكن الأكتفاء بذبح الطيور ولكن بشرط ألا يأكل أحد من طعام بيته ولكن من طعام مسلم آخر كنوع من أنواع التكاتف والتعاون‏.‏


فلسطين والعراق‏..‏ وجع في قلب العرب
بالرغم من أن الطقوس الرمضانية لا تختلف من بلد لآخر إلا أن فلسطين لم تنسى كل تلك الطقوس مع كل شهيد تسيل دماؤه الطاهرة جزاء لها ـ ‏ يضاف علي كل هذا انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة ـ أما في القدس فمازال الكثيرون مواظبين علي صلاة التراويح بالمسجد الأقصي وقبة الصخرة علي مدي الشهر الكريم بالاضافة إلي مجالس ختم القرآن‏..‏ وبذلك مازالت مراسم الأحتفال برمضان لهذا العام في فلسطين باذن الله ولكن مازال أطفال فلسطين مصممين علي الغناء الذي لم يخل أيضا من لهجة الهجوم علي العدو المحتل بقولهم الشهير خيبرخيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود‏.‏


أما في العراق فتغيب السهرات الرمضانية التي قد تميز بها أحياؤها ومناطقها الشعبية القديمة مثل الكاظمية والأعظمية ولم يتبق لأهل العراق سوي صوت المسحراتي الذي غاب العام الماضي‏-‏ ليظهر مرة أخري في المناطق الشعبية للظروف الأمنية السيئة التي تمر بها العراق ـ وبالرغم من تداخل صوت الانفجارات مع صوت مدفع الأفطار فإن العائلات العراقية مازالت تجتمع علي مائدة واحدة تعويضا ًعن الخروج خشية التعرض لأي إحتمالات خطرة‏...‏
ورمضان كريم‏.


معلومات سريعة :
• في اندونيسيا : تمنح أجازة للتلاميذ في الأسبوع الأول من شهر رمضان للتعود علي الصيام .
• في باكستان : يزف الطفل الذي يصوم لأول مرة كأنه عريس .
• في ماليزيا : تطوف السيدات في المنازل لقراءة القرآن مابين الإفطار والسحور
• في نيجيريا : تستضيف كل أسرة فقيراًيومياً للإفطار .
•في موريتانيا : يقرأ أهلها القرآن الكريم كله في ليلة واحدة
• في اليمن :يعاد طلاء المنازل .
• في المغرب : يضربون سبع مرات النفير للسحور .
• في أوغندا : يصومون 12 ساعة يوميا منذ دخول الإسلام إليها لتساوي الليل بالنهارهناك لوقوعها علي خط الاستواء

نوسه
07-15-2012, 10:35 PM
تركيا

تعتبر تركيا واحدةً من أكبر البلاد الإسلامية وأكثرها إسهامًا في بناء الحضارة الإسلامية، سواء على المستوى السياسي أو الثقافي، فقد كانت الدولة التركية الحديثة مهدًا لانطلاق الإمبراطورية العثمانية التي شهدت في فترات ازدهارها فتوحاتٍ إسلاميةً عديدةً أضافت الكثير إلى الحضارة الإسلامية.
سواءٌ من ناحية عدد المسلمين الذين دخلوا الدين بعد فتح هذه البلاد، وبخاصة في أوروبا، أو من ناحية ما أدَّت إليه هذه الفتوحات من احتكاك المسلمين بالحضارات الأخرى.
تركيا في سطور
تقع تركيا ما بين قارتي آسيا وأوروبا، لكنها تتبع سياسيًّا وإقليميًّا القارة الأوروبية، ويبلغ عدد سكانها ما يزيد على الـ60 مليونًا و802 ألف نسمة، يعيشون على مساحة 779 ألفًا و450 كيلومترًا مربعًا وتبلغ نسبة المسلمين بين المواطنين الأتراك حوالي 99%؛ الأمر الذي يُوضح الهوية الإسلامية للشعب التركي، رغم محاولاتِ العلمانيين طمسها، وتعتبر مدينة "أنقرة" العاصمة إلى جانب مدن "إسطنبول" و"أزمير" وقونية" أهم المدن التركية وأبرزها.
المسلمون في تركيا
نبذة تاريخية
دخل الإسلام إلى تركيا من خلال الفتوحات وكذلك عن طريق الاعتناق، وذلك في مفتتح العصور الإسلامية الأولى، أي أنَّ تاريخ تركيا الإسلامي يمتد إلى داخل الحضارة الإسلامية.
وقد شهدت تركيا مولد الإمبراطورية العثمانية التي اعتبرت نفسها بديلاً للخلافة الإسلامية، وامتدت هيمنتها على العديد من الأقطار الإسلامية الحالية حتى دبَّ فيها الضعف وبدأت تُعرف بلقب "رجل أوروبا المريض"؛ مما دفع الاحتلال إلى الاستيلاء على ما تسيطر عليه من البلاد شيئًا فشيئًا حتى انهارت وتسلَّم أمرَها العلمانيون بقيادة مصطفى كمال أتاتورك، الذي أعلن دولة تركيا بدلاً من دولة الخلافة العثمانية، ومحا كل ما يربط البلاد بالإسلام، وحاول ربطها بالغرب، حتى إنه جعل اللغة التركية تُكتب بأحرف لاتينية.
أحوال المسلمين الآن
الشعب التركي في عمومه شعب متدين يميل إلى اتباع التعاليم الدينية، لكن السلطات التركية التي يسيطر عليها العلمانيون- تحت حماية الجيش الذي يعتبر نفسه حامي حمى علمانية الدولة التركية- تعمل على قتل الهوية الإسلامية للشعب التركي.

فنجد على سبيل المثال التضييق على المسلمات في ارتداءِ الحجاب بمنعه في الأماكن الرسمية ومنها الجامعات، وقد كانت هناك أكثر من قضية شهيرة بشأن معاناة النساء المسلمات ارتداء الحجاب.
كما أنَّ هناك العديدَ من المحاولات لتمرير قوانين تنظم العلاقات الأسرية لا تستند إلى الشريعةِ الإسلامية، وقد تزايدت محاولات طمس الطابع الإسلامي للأتراك بعد بدء مباحثات دخول تركيا في الاتحاد الأوروبي وإثارة أعضائه مسألة أن تركيا مسلمة وأن الاتحاد الأوروبي عبارة عن ناد مسيحي، على حد تعبير أحد الزعماء الأوروبيين.
الأتراك في شهر رمضان
يتم حساب دخول الشهر الكريم فلكيًّا؛ لذا قد تختلف مواعيد بدء الشهور الهجرية في تركيا عنها في البلاد الإسلامية الأخرى، وهذا الشهر الكريم يمثل مناسبةً يلجأ الأتراك إليها من أجل الإعلان عن هويتهم الإسلامية والعمل على إظهارها للحفاظ عليها من الهجمات العلمانية ضدها.
ومن أهم المظاهر الاحتفالية إنارة مآذن المساجد منذ صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، وهو ما يسميه الأتراك "المحيا"، ويوجد في تركيا أكثر من 77 ألف جامع مسجل حكوميًّا أشهرها مسجد "السلطان أحمد"؛ الأمر الذي يعني أن تركيا خلال الشهر الفضيل تظل مضاءةً طوال ليلها بنور الإيمان.
وهناك مقولة تؤكد أن "الشعب التركي لا يمكن أن يعيش دون مسجد ولا آذان"، كما أن هناك الإقبال على صلاة التراويح؛ حيث يسعى الرجال والكثير من النساء والأطفال إلى المساجد من أجل أداء صلاة التراويح، وبعد انتهاء الصلاة يقوم الكبار بتوزيع الحلوى على الصغار؛ من أجل ترغيبهم في الحضور إليها كل يوم، وهو سلوك يدل على رغبة المواطن التركي في غرس تعاليم الإسلام في الأجيال الناشئة.
أيضًا ينتشر العديدُ من العادات والتقاليد الشائعة في البلاد العربية في تركيا خلال شهر رمضان فنرى الإقبال على إعداد الحلويات التي تشتهر تركيا بصناعتها بجانب الإقبال على تناول المشروبات المختلفة كـ"التمر الهندي" و"الكركديه المصري"؛ مما يوضح تواصل المجتمع التركي مع المجتمعات الإسلامية الأخرى، رغم محاولات قطع الطريق على الإسلام في هذه البلاد.

نوسه
07-15-2012, 10:35 PM
النرويج




تفصل دولةَ النرويج عن معظم بلاد العالم الإسلامي قارةٌ كاملةٌ هي قارةُ أوروبا، وذلك جنوبًا، وتقريبًا قارة أخرى كاملة هي قارة آسيا وذلك شرقًا؛ حيث تقع النرويج في أقصى الشمال الأوروبي، وتقريبًا- مثلها مثل باقي الدول الإسكندنافية- تقع على حافة الدائرة القطبية الشمالية، لكن ولله الحمد هناك مسلمون في هذه الأصقاع يمارسون شعائر الدين ويسبِّحون بحمد ربهم جل وعلا.
النرويج في سطور
تقع النرويج كما قلنا في أقصى شمال القارة الأوروبية، وتبلغ مساحتها 232 ألفًا و900 كيلو متر مربع، يعيش عليها حوالي 4 مليونًا ونصف المليون نسمة، وتكاد نسبة المسلمين في هذا المجتمع حيث يعتنق أغلب السكان الديانةَ المسيحيةَ، وتعتبر مدينة أوسلو العاصمة واحدةً من أهم المدن.
إلى جانب مدينة ستافنجر التي تمثل ميناءً على بحر الشمال، وكذلك مدينة هامرفيست التي تقع في أقصى الشمال النرويجي، كما توجد في الوسط مدينة ترودنهايم.
الإسلام في النرويج
ملامح من مسيرة الإسلام في النرويج
من البديهي أن الدين الإسلامي لم يدخل النرويج عن طريق الفتوحات، ولكن دخل عن طريق المهاجرين المسلمين الذين تركوا بلادهم الأصلية لسبب أو لآخر، واستقروا في الأراضي النرويجية، وقد سعى هؤلاء المهاجرون إلى ترسيخ دعائم وجودهم الإسلامي في البلاد، عن طريق افتتاح المطاعم والمحال التجارية التي تعمل على النسق المعروف في البلاد العربية والإسلامية.
كذلك عن طريق تأسيس المجلس الإسلامي في النرويج، ولا يواجه المسلمون هناك صعوباتٍ كبيرةً في المعيشة؛ لأن قوانين البلاد تكفل حرية العبادة من دون الإخلال بحقوق الآخرين، فعلى سبيل المثال يتم تقنين مستوى صوت الآذان الخارج من مكبرات صوت المساجد بحيث لا يتجاوز صوت الكلام العادي.
شهر رمضان على الطريقة النرويجية
يأتي شهر رمضان على المسلمين المقيمين في خارج بلادهم- وبخاصة في البلاد الأجنبية- كوسيلة تذكِّرهم بالمجتمعات التي تركوها خلفهم وكذلك بالقيم الروحانية للدين الإسلامي، وفي النرويج لا يختلف الحال كثيرًا حيث يترقَّب المسلمون الشهر الكريم للتزوُّد بالنفحات الإيمانية.
ويواجه المسلمون مشكلاتٍ في تحديد موعد بدء الشهر الكريم بالنظر إلى صعوبة الطقس وانتشار الضباب وتساقط الجليد طوال العام، فيتم اللجوء لموعد بدء الشهر الفضيل في أي بلد في العالم.

وبعد ذلك يتم تعميم الموعد على جميع المساجد في النرويج، وبذلك نجد أن المسلمين في النرويج يصومون معًا، وهو ما لا يتوافر في أي بلد غربي آخر تقريبًا، كما يواجه المسلمون مشكلةً أخرى في أيام الصيف، وهي طول فتربة النهار في هذه البلاد؛ حيث سيطول النهار إلى فترات قد يصل فيها الصيام إلى 20 ساعةً، وذلك بسبب الموقع الجغرافي للنرويج.
ويحتفل المسلمون بشهر رمضان على طريقتين: الأولى هي العبادات، والثانية هي المظاهر الاجتماعية وتحضير المأكولات، من الناحية الأولى نجد المسلمين في هذه البلاد يستقدمون الأئمة والمشايخ من الدول الإسلامية، وبخاصة مصر بلد الأزهر الشريف، ونجدهم يعملون على تهيئة المساجد بحيث تستوعب الأعداد الكبيرة من المصلين الذين يأتون من أجل أداء صلاة التراويح التي تتخللها دروس ومواعظ رمضانية.
وفي شأن مواعيد العمل يتم تنظيم العمل؛ بحيث يعمل المرء أقلَّ من المعتاد في الشهر الكريم، على أن يعوِّضه بعد ذلك بعد انتهاء الشهر، إلا أن بعض المتعنتين ضد الإسلام يرفضون ذلك التنسيق.
أيضًا في شهر رمضان تنتشر الخدمات الخيرية؛ حيث تنظم المساجد موائد الرحمن لأجل تنمية المشاعر الدينية الراقية في نفوس المسلمين، وبخاصةٍ الجيل الثاني.
وفي ناحية الأطعمة نجد أن المسلمين ينقلون معهم عاداتهم التي توارثوها في مجتمعاتهم الأصلية، فنجد مثلاً انتشار الأكلات المصرية بين المسلمين المصريين، وهكذا وتحرص المتاجر التي يمتلكها مسلمون على تقديم احتياجات الصائمين من المواد الغذائية طوال الشهر الكريم، الذي جعله الله تعالى فرصةً للتقرب له وللعمل على إحياء المشاعر الإسلامية الراقية ونقلها إلى غير المسلمين في بلاد المهجر.

نوسه
07-15-2012, 10:36 PM
تونس


تعتبر تونس من الدول التي ساهمت بقدر كبير في الحضارة الإسلامية على المستويين الفكري أو الاجتماعي ويكفي المجتمع التونسي فخرا أنه يضم مسجد "الزيتونة" الذي يعتبر من المراكز الثقافية البارزة في العالم العربي والإسلامي، والمسلمون في تونس لهم عادات وتقاليد خاصة خلال شهر رمضان مثلهم في ذلك مثل مختلف الشعوب الإسلامية مما يوضح التنوع الثقافي للمجتمعات الإسلامية في إطار من وحدة المفاهيم الدينية الإسلامية.
تونس في سطور
تقع تونس في شمال قارة إفريقيا على ساحل البحر المتوسط، ويبلغ عدد سكانها 8 مليون و757 ألف نسمة يدين 98% منهم بالإسلام ويعيشون على مساحة 163 ألفا و610 كيلومترا مربعا ومن أهم المدن التونسية "تونس" العاصمة وكذلك مدينة "سوسة" ومدينة "جربا".
الإسلام في تونس
أحوال الإسلام العامة في تونس
الإسلام هو الدين الأساسي في الدولة التونسية، ويعتبر تاريخ تونس مع الإسلام تاريخا طويلا فهناك مسجد "الزيتونة" الذي شكل مع "الجامع الأزهر" في مصر منارة للثقافة الإسلامية في المشرق، بالإضافة إلى وجود العديد من الرموز التاريخية في الثقافة الإسلامية جاءت من تونس.
لكن الإسلام في تونس يعاني من بعض المضايقات من النظام بالنظر إلى تدخل السياسة العلمانية للدولة في تدين الأفراد، فالحجاب ممنوع رسميا في المدارس والمكاتب العامة بأمر من الدولة وإن كانت السلطات تغض النظر عن ذلك المنع في بعض الأوقات منعا لاستفزاز المواطنين.
كما أن أغلب المعتقلين السياسيين في تونس من التيار الإسلامي، بالإضافة إلى شيوع مظاهر العلمانية في المجتمع التونسي على عكس المتوقع في بلد لها هذا التاريخ الإسلامي الطويل في مختلف نواحي النشاط الإنساني.
لكن هناك مؤشرات على بدء صحوة إسلامية جديدة ويلاحظ ذلك في انتشار الحجاب بين النساء التونسيات إلا أن هذه الظاهرة لا تنتشر في العاصمة "تونس" بذات درجة انتشارها في المدن الأخرى.
المسلمون في شهر رمضان
يمثل شهر رمضان في تونس مناسبة للتكافل الاجتماعي ولإحياء التراث الإسلامي للمجتمع التونسي، فخلال الشهر الفضيل نلاحظ انتشار "موائد الرحمن" في مختلف أنحاء البلاد كما نرى بعض الصور المختلفة من التضامن الاجتماعي خلال شهر رمضان ومن بينها تقديم المساعدات إلى الأسر الفقيرة وتنظيم قوافل تضامنية تقدم هدايا ومبالغ من المال للمحتاجين.
أيضا نتابع بعض الأنشطة التي تقوم بها الدولة التونسية خلال الشهر الكريم حيث تنظم المؤسسات الرسمية مجموعة من "موائد الرحمن" بهدف التخفيف من حدة الضغط على مشاعر المسلمين الدينية طوال العام وتماشيا مع الأجواء الاحتفالية والروحانية التي تسيطر على المواطنين.
أيضًا نجد أن الرئيس "زين العابدين بن علي" يحتفل بليلة نصف الشهر في "قصر قرطاج"، وتهتم الدولة بالمسلمين المقيمين في خارج البلاد فتبعث بالأئمة من أجل إحياء الليالي الرمضانية ووصل المغتربين التونسيين بالمجتمع التونسي في داخل البلاد كما تحرص على إرسال الأئمة في المساجد بالدول القريبة مثل إيطاليا وفرنسا.

وعلى المستوى الشعبي نجد خلال شهر رمضان الإقبال على المساجد وذلك من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلال شهر رمضان.
كما تنظم الجمعيات الخيرية العديد من الأنشطة الثقافية والدينية الرمضانية تضمن مسابقات دينية كما يتم توزيع جوائز على الفائزين في مسابقات تحفيظ القرآن الكريم التي تقام لكل المراحل العمريه

نوسه
07-15-2012, 10:36 PM
هولندا



يبذل مسلمو هولندا قصارى جهدهم، وفقا للإمكانيات المتاحة لهم كأقلية، ليمر شهر رمضان الكريم في ظل ظروف تساعدهم على تحقيق مقاصده وأداء فرائضه على أكمل وجه.
ويستعيض مسلمو هولندا عن الدور الذي تضطلع به عادة الحكومات في الدول الإسلامية، في الاستجابة للكثير من حاجات الصائمين، بالمنظمات الإسلامية غير الحكومية والشركات التجارية الخاصة التي تعتمد غالبا المحلية في نشاطها، وترتبط في أكثر الأحيان بحالة كل مدينة أو بلدة على حدة.
وفي حين تخلو شوارع المدن الهولندية الكبرى من أي مظاهر خارجية توحي للزائر الأجنبي باستثنائية الشهر الكريم، فإن مقرات المساجد والجمعيات الإسلامية والمقاهي وسائر الأماكن العامة التي يتجمع فيها أبناء الأقلية المسلمة تعكس بوضوح استثنائية وأهمية هذا الشهر لدى غالبية المسلمين على اختلاف أعمارهم وقومياتهم وانتماءاتهم.
إقبال على المساجد
وفي السياق نفسه، تشهد مساجد هولندا التي يزيد عددها عن الثلاثمائة إقبالا شديدا من قبل المصلين، حيث تغص جنباتها، وتضيق غالبا بالوافدين إليها، خصوصا في صلاة العشاء والتراويح، حيث يحول توقيت العمل المعتمد في هولندا دون تمكن المسلمين من أداء صلوات النهار، خاصة الظهر والعصر في المساجد خلال أوقاتها المفروضة.
ويقدر القائمون على مسجد (النصر) في مدينة روتردام –أكبر مساجد هولندا سعة- عدد المصلين بالمسجد خلال شهر رمضان في صلاة العشاء والتراويح، بين أربعة وخمسة آلاف مصل، وفي أغلب الأحيان تضيق قاعات المسجد للصلاة بالمصلين.
ويشهد مسجد (النصر) -الذي بني أواسط الثمانينيات بجهود أبناء الأقلية المغربية المسلمة كسائر مساجد هولندا- مظهرين استثنائيين خلال شهر الصوم، أولهما موائد الإفطار الجماعية التي تقام بتمويل من المحسنين للفقراء من أبناء الأقلية المسلمة.
وثانيهما الدروس والعظات اليومية المكثفة التي يقوم عليها دعاة محليون، ودعاة ضيوف يستقدمون من البلاد الإسلامية للقيام بوظيفة الوعظ والدعوة، أو تقوم هيئات حكومية وأهلية في البلاد الإسلامية بابتعاثهم، كما هو الشأن بالنسبة للأزهر الشريف في مصر، ووزارة الأوقاف المغربية، وهيئة الأوقاف في القدس.
الإسلام والتسامح
وتشهد الساحة الإسلامية في هولندا خلال شهر رمضان، تنظيم برامج خاصة من قبل جمعيات ومؤسسات أهلية تابعة للأقلية المسلمة، تتوزع على الإفطارات الجماعية التي يدعى إليها المسلمون والهولنديون على السواء، ومحاضرات ومؤتمرات تعالج قضايا عامة تخص الأمة الإسلامية، وخاصة تتعلق بالمشاكل التي تعرفها الأقلية المسلمة في هولندا.
كما أعلنت إدارة جمعية التوحيد –إحدى الجمعيات الإسلامية الناشطة في روتردام- عن عزمها تنظيم إفطار جماعي ومحاضرة كل يوم سبت، وهي عادة التزمتها المنظمة الإسلامية منذ تأسيسها أواخر الثمانينيات.

شهر الصدقات
وتعتبر منظمات العمل الخيري الإسلامية، شهر رمضان فرصة ذهبية لعملها، حيث تعمل جميعها على تنظيم حملات تبرع خلاله، تجند لها عشرات الدعاة الذين يتنقلون بين المساجد ومقرات المنظمات الإسلامية، للتعريف بأهدافها وحث المصلين على التصدق لمساعدة إخوانهم المحتاجين في بلدان إسلامية كثيرة، تعاني شعوبها مجاعات وكوارث طبيعية.
ويقر المسؤولون عن مؤسسة "الأقصى الخيرية" في هولندا –التي برأتها السلطات الهولندية مؤخرًا من تهمة دعم الإرهاب- بخصوصية شهر رمضان، وفضله على سائر الشهور، حيث تتضاعف فيه التبرعات والصدقات.
ويثابر مسئولو مؤسسة الأقصى التي ترعى مشاريع خيرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على الطواف بما يزيد عن مائة مسجد خلال شهر رمضان، يجمعون عبره عشرات الآلاف من (اليوروات) التي يقومون بتحويلها مباشرة لمستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حصار اقتصادي قاتل.
صلة الأرحام
ومن جهة أخرى، يحرص المسلمون في هولندا خلال شهر رمضان، على خلق أجواء عائلية مميزة، كما هو الشأن في بلادهم الأصلية، حيث تساعد هذه الأجواء أولياء الأمور على إشعار أبنائهم بخصوصية الشهر الكريم وأهميته كركن أساسي من أركان الإسلام، كما تساعدهم أيضا على التخفيف من وطأة الغربة والبعد عن الأوطان.
ويجتهد أبناء الأقلية المسلمة في هولندا، خلال رمضان على تحضير وجبات إفطار شبيهة بتلك التي اعتادوها في بلادهم الأصلية، وعلى التحلق على موائد الإفطار بشكل جماعي، حيث تستغل جل العائلات المسلمة شهر الصوم، لدعوة الأقارب والمعارف، طلبا لأجر إفطار الصائم وعملا بسنة صلة الرحم.
وقد أصبح التحلق الجماعي حول برامج رمضان في القنوات التلفزيونية الفضائية التي تبث من الدول العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة، جزءًا من عادات وتقاليد المسلمين في هولندا؛ حيث يبدأ الأمر بمتابعة صلاة التراويح مباشرة من مكة المكرمة، ويتواصل بمشاهدة المسلسلات وسائر البرامج والأعمال الدرامية والترفيهية التي تحفل بها هذه القنوات خلال الشهر الكريم.

نوسه
07-15-2012, 10:36 PM
النمسا


للنمسا مكانةٌ خاصة في تاريخ العلاقات بين المسلمين والغرب؛ حيث كانت أبواب النمسا مسرحًا لمواجهة عسكرية ما بين جيوش الدولة العثمانية بقيادة "كارا مصطفى باشا" في العام 1683م وبين الجيوش النمساوية، وهي المعركة التي شهدت تراجعًا لجيوش العثمانيين وأوقفت فتوحاتهم في أوروبا على منطقة البلقان.
وعلى الرغم من هذا التاريخ الحربي إلا ان المسلمين في النمسا يعيشون حياةً طبيعيةً نسبيًّا، لكنهم بالتأكيد ينتظرون شهر رمضان من أجل تذكير أنفسهم بقيمهم الإسلامية وبالعادات التي تركوها في أوطانهم الأصلية.
النمسا في سطور
تعتبر النمسا واحدةً من دول وسط أوروبا، ويبلغ عدد سكانها 8 مليونًا و834 ألف نسمة، يعيشون على مساحة 83 ألف و850 كيلو مترًا مربعًا، ويبلغ تعداد المسلمين في المجتمع النمساوي حوالي 150 ألفًا، الأغلبية الساحقة منهم من المهاجرين حيث يصعب وجود مسلمين من النمساويين، وتعتبر المسيحية هي الديانة الرئيسة في البلاد.
ومن أهم مدن هذه الدولة العاصمة "فيينا" وكذلك هناك مدينة "سالزبرج" والتي تعني في اللغة العربية "قلعة الملح" إلى جانب مدينتي "جراتس" و"أنسبروك".
الإسلام في النمسا
ملامح من تاريخ وواقع الإسلام في النمسا
دخل الإسلام إلى تلك الديار عن طريق الاحتكاك بالعثمانيين، سواء في أثناء المواجهات العسكرية معها، أو من خلال التجارة معهم، وفي هذه الأيام بدأت النمسا التعرف إلى الإسلام أكثر عن طريق المهاجرين الذي تركوا بلادهم الأصلية بحثًا عن مستوى اقتصادي واجتماعي أرقى.
وتعتبر الجنسيات الرئيسة للمسلمين في النمسا من العرب والأتراك والإيرانيين، ويعيش المسلمون في النمسا تحت قوانين حقوق الإنسان التي تكفل حرية العبادة لأتباع جميع الديانات، وهذا هو الموقف الرسمي.
أما الموقف الشعبي فيختلف قليلاً؛ حيث تطغى العنصرية بصورة نسبية على تعامل الشعب النمساوي مع المسلمين، وهو ما وضح في قضية شرطي نمساوي أعلن إسلامه فتم نقله من مكان عمله، لكن القضاء هناك أنصفه وأعاده إلى موقعه الأول.
أيضًا تبدت العنصرية النمساوية تجاه الإسلام في الفترة الأخيرة في عرقلة النمسا بدء مفاوضات انضمام تركيا لـ"الاتحاد الأوروبي" وذلك بسبب الخلفية الإسلامية للمجتمع التركي.
شهر رمضان في النمسا
يرتقب المسلمون في النمسا- كما في سائر بلاد المهاجر غير المسلمة- شهر رمضان الكريم للتزود بجرعة إيمانية تساعدهم على الحياة في بلاد الغربة، ويقبل المسلمون في النمسا على المساجد بكثافة؛ وذلك من أجل أداء الصلاة وبخاصة صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الدينية.
ويبلغ عدد المساجد في عموم النمسا أكثر من 50 مسجدًا، وتقدم المساجد البرامج الدينية المختلفة، فهناك مَن يعتمد على الدعاة المقيمين في البلاد، وهناك من يستقدم الدعاة من البلاد الأخرى مثل الدعاة الأزهريين من مصر.
وتتعدد المراكز الإسلامية في النمسا، فهناك "المركز الإسلامي في فيينا" و"اتحاد الطلاب المسلمين"، كما أن هناك المراكز الإسلامية المختلفة التي أنشأتها الجالية التركية.
ولا تقتصر خدمات المراكز الإسلامية في النمسا بصفة عامة على البرامج الدعوية بل تتعداها إلى تقديم الوجبات المجانية للإفطار في المساجد، وكذلك تقديم الذبائح المعدة على الطريقة الإسلامية.

وفي الاحتفال بعيد الفطر تتفق المراكز الإسلامية على أداء الصلاة في "المركز الإسلامي في فيينا"، وذلك فيما يمثل احتفاليةً يتجمع فيها أفراد الجالية الإسلامية عامةً ويعطون خلالها الأطفال فرصةَ الإحساس بالعيد وبهجته؛ تعويضًا لهم عن قضائه في بلاد الغربة بعيدًا عن التقاليد والعادات التي تتبعها المجتمعات الإسلامية المختلفة في أوطانها.

نوسه
07-15-2012, 10:37 PM
المغرب

لشهر رمضان المبارك في نفوس المغاربة مكانة كبرى لا يشغلها سواه من شهور السنة أو المناسبات والأعياد الدينية، إذ رغم قرب المغرب من أوروبا وانفتاحه على عدد من الرياح الوافدة؛ فإن المغاربة يظلون أكثر تشبثا بتقاليدهم وعاداتهم الدينية التي ترسخت عبر القرون منذ أن دخل الإسلام المغرب الأقصى على يد عقبة بن نافع.
في العادة يبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر، ويستعدون له بالصيام في شهر شعبان الذي يبشرهم بهلال رمضان، حيث يعدون بعض أنواع الحلويات الأكثر استهلاكًا على موائد الإفطار، لكن السؤال عن ثمن اللحوم والطماطم والحليب والبيض يظل حاضراً في أذهانهم، فكثيرا ما يرتفع ثمن هذه المواد الأساسية في شهر رمضان بفعل استغلال بعض المحتكرين لها.
أيام من إيمان..وأماني !
ما أن يدخل شهر رمضان في المغرب حتى تنطلق الألسنة بالدعاء إلى الله لكي يجعل الشهر الكريم بداية الخير ونقلة في حياة المرء، فتجد الناس يتبادلون الأدعية والتبريكات فيما بينهم فرحين بالضيف الكريم الذي يغير حياتهم رأسا على عقب، وتعود فضيلة صلة الرحم لتطرق أبواب البيوت، وتفتح القلوب للآخرين بمحبة غير معهودة في الشهور الأخرى من السنة، حيث يتبادل الناس الزيارات في الأسبوع الأول من رمضان، حاملين لبعضهم البعض أطيب الأماني في شهر الإيمان والرحمة.
وطيلة الشهر الكريم، تملأ المساجد بالمصلين من كافة الأعمار، وفي أيام الجمع لا يكاد المصلي يجد مكانا له داخل المسجد، حيث تمتلئ جنبات الشارع بصفوف المصلين وتتوقف حركات السير في الشوارع القريبة من المساجد، في مشاهد جليلة تجعل الإنسان يتمنى أن تكون أيام الله كلها رمضان. وبعد صلاة العصر يجتمع المصلون لـ"لقراءة الحزب" بشكل جماعي كما جرت العادة في المغرب الذي يأخذ بالمذهب المالكي، وتقام الدروس الدينية في المساجد بعد صلاة الظهر مباشرة.
مرونة أكثر
منذ اليوم الأول لشهر الصيام يظهر التحول في مواقيت العمل في الإدارات التابعة للدولة والمؤسسات الخاصة، ويتم الأخذ بالتوقيت المستمر في جميع القطاعات العمومية والخاصة، ما عدا المستشفيات ومراكز الأمن التي يتم العمل فيها بالمناوبة، فيكون توقيت العمل من الساعة التاسعة صباحًا إلى الساعة الثالثة بعد الزوال، أي قرب صلاة العصر. وتغير الإدارات ومؤسسات الإنتاج من طريقة تعاملها مع موظفيها، بحيث تتساهل معهم أثناء وقت الصلاة التي يتوقف فيها العمل، وهو ما لا يحدث في الأوقات الأخرى خارج رمضان.

ليالي رمضان
أما ليالي رمضان فإنها تتحول إلى نهار، بعد وقت المغرب وأداء صلاة التراويح، فحافلات النقل تعمل حتى وقت متأخر من الليل قريب من وقت السحور. وتعرف بعض المدن المغربية إقامة الحفلات والسهرات العمومية في الشارع، كما تمتلئ المقاهي بالرواد الذين يعوضون عن صوم النهار بالسهر للتدخين أو لعب الورق أو المناقشة والسمر!!.
مائدة الإفطار
تتكون مائدة الإفطار لدى المغاربة من شربة الحساء (الحريرة) التي هي الأكلة الرئيسة، و(الزلابية)، والتمر والحليب والبيض، وفي البوادي والمناطق الشعبية تجد الأطفال يتغنون قائلين:
آرمضان بوشاشية
شبعنا شباكية
لكن ذلك يختلف من أسرة إلى أخرى بحسب مستواها المادي، ونظرًا لتدني الدخل في المغرب؛ فإن الأسر الفقيرة تكتفي بشربة الحساء مادة أساسية، والزلابية والتمر فقط في وقت الإفطار، بينما يختلف السحور من أسرة لأخرى.
وخلال شهر رمضان تعرض الأسواق كل ما يشتهي الصائمون من أكلات وفواكه وحلويات متعددة الأشكال، فتغص قبل ساعات من وقت المغرب بعارضي بضائعهم الذين ينتشرون في عرض الشارع كونهم لا يجدون مكانا يعرضون فيه سلعهم داخل أروقة الأسواق، ويشتد زحام المتسوقين الذين يخرجون من بيوتهم للتسوق؛ فتكثر الحركة والضجيج، حتى إن الشوارع تصبح قبيل ساعة المغرب أشبه بسوق كبير مكتظ حتى آخره.
إفطارات جماعية
يشهد المغرب خلال شهر رمضان إقامة موائد إفطار جماعي، تنظمها بعض الجمعيات الخيرية والإسلامية التي يتلقى بعضها دعمًا من الدولة، ومنذ تولي الملك محمد السادس السلطة عام 1999 تم إنشاء مؤسسة الحسن الثاني للتنمية الاجتماعية التي تقوم بتوزيع المؤن على الأسر المحتاجة كالسكر والزيت والحليب.
الدروس الرمضانية
وهناك تقليد أصبح سائدًا في المغرب منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي، حيث كان الملك الراحل الحسن الثاني يقيم "الدروس الحسنية الرمضانية" خلال أيام الصوم، يحضرها علماء وفقهاء من جميع أرجاء العالم العربي والإسلامي، تختار نخبة منهم لإلقاء دروس أمام الملك في القصر بالرباط، يحضره كبار رجال الدولة ووزراء الحكومة ومسؤولو الجيش والأمن لا بسين لباسًا موحدًا عبارة عن "جلابية" و"طاقية" بيضاويتين، وتتم مناقشة تلك الدروس في اليوم التالي بين العلماء الحاضرين، كما تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على طبعها. وقد حافظ الملك الحالي على نفس التقليد والتسمية.
رمضان كريم...ولكن!
لكن الكثيرين ممن قابلناهم وجدنا لديهم شكاوى من الطريقة التي أصبح المغاربة يحتفلون بها بالشهر الفضيل.
يقول فؤاد.ل – طالب-: لقد ابتعدنا كثيرًا عن المنهج السليم في إحياء هذا الشهر العظيم في حياة الفرد والمجتمع، إذ أصبح احتفالنا يشبه احتفال المسيحيين بأعيادهم الدينية، غير أننا نحن نمتنع عن تناول الخمر!.
أما سعيد -مهندس-؛ فيرى رمضان لم يعد كما كان لدى أجدادنا، لقد أصبح نوعًا من المناسبات التي تكثر فيها أساليب تحضير الطعام والمشهيات، ولم يعد شهر الروحانيات العالية، وكبح النفس عن الاستهلاك المفرط.
وينحي قاسم.ن – معلم- باللائمة على وزارة الإعلام المغربية ويقول: الأمر الأخطر هو أن التلفزيون في شهر رمضان قلما يقدم ما يساعد الإنسان المسلم على الرقي بإيمانه والبعد عن الفواحش، تراه يقدم كل ما يدفع الإنسان إليها من سهرات ماجنة وراقصة وبرامج ترفيهية تافهة لا علاقة لها بالشهر الكريم، وهذا يحدث حتى بالنسبة للفضائيات العربية للأسف الشديد.
لكن محمد. ب -عامل- يقول: إنني سعيد بمقدم هذا الشهر العظيم، لأنه يطهرني ويساعدني على التقليل من آفة التدخين التي أحرص إن شاء الله على الكف عنها في هذا الشهر المبارك.

نوسه
07-15-2012, 10:37 PM
إسبانيّا






رمضاننا في إسبانيا وفي مدريد على وجه الخصوص عجيب وغريب ومثير للتساؤل وجدير بالتسجيل، جاءنا رمضان هذا العام في ظروف حالكة وأيام عصيبة تمر بها الأمة من أقصاها إلى أقصاها، ولعلنا هنا في غربتنا نشعر بآلام الأمة مضاعفة، ولكننا قد نختلف عن الناس في بلادنا بأننا نحاول أن نشق طريقاً وننطلق نحو الأمام، ولا نبقى في أمكنتنا مراوحين نندب حظنا العاثر ونشق الجيوب ونلطم الخدود، ثم نلتفت الى الجهة الأخرى لنمارس حياتنا نفسها فلا نفعل شيئاً ولا يهمنا أن نفعل شيئاً.. ضرورة الغربة، ضرورة النأي .. ضرورة الحصار!.
كل واحد من أبناء الجالية مهتم بأمر أمته اهتمامه بأمر أسرته وأولاده وكلما زاد الشعور بالغربة والنأي والحصار كلما ازداد تمسك الناس هنا بهويتهم يشدونها عليهم شدّ الأعرابي عباءته في ذلك اليوم شديد الرياح.
همّ فلسطين يعيشه هاهنا العرب والمسلمون ساعة بساعة ولحظة بلحظة حبلا ً وثيقاً يشدهم الى انتمائهم فلا ينتقلون عنه، كل واحد منا هنا يعتبر نفسه ويعتبره الإسبان رغم أنفه ممثلا عن العرب والمسلمين أجمعين، يوم غزت جيوش صدام بغباء منقطع النظير الكويت أصبحنا كلنا صدّاماً
ويوم قام الصرب بذبح مسلمي البوسنة، أصبحنا ضحايا تمشي على الأرض، كان الناس ينظرون إلينا وفي أعينهم عبرات المشاركة الوجدانية والتأسف لحالنا، وعندما قُتل (محمد الدرة) قهرًا وصبرًا قتلنا يومها جميعاً، ثم جئنا من الموت لنحيا صارخين بكل ما آتانا الله إياه من قوة على أبواب السفارة الإسرائيلية في مدريد.
فترى السوري الى جانب المصري إلى جانب المغربى إلى جانب التونسى إلى جانب الجزائرى
إلى جانب السوداني إلى جانب الكويتي إلى جانب اللبناني كلهم يتحدى بالكوفية الفلسطينية هذا الحجم المستفحل من الظلم والقدرة على الذبح، ويؤكد هناك على أنه لم يعد بالإمكان السكوت ولم يعد يجدي الصمت ولا الانتظار.
وعندما حدث ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر - ولا أراكم الله مكروهاً- أصبحنا جميعاً مشتبه بهم، وحتى أولئك الذين لم يقربوا في حياتهم مسجداً ولم يؤدوا صلاة، عمّ البلاء الناس وطمّهم، وأصبحنا جميعا ابن لادن يسير بين الناس في شوارع مدريد تلاحقه النظرات القاتلة، وتحرقه الزفرات المتهمة، وتؤلمه الأفكار الشيطانية التي لاحت في الوجوه وتذبحه النيّات الُمبيتة، الخارج من بيته كان لا يضمن العودة إليه سالماً، والذاهب إلى عمله لا يعرف إن كان سيستمر في مزاولة ذلك العمل، كل أولادنا كان اسمهم يوم ذاك وحتى البنات منهم أسامة، كل حجاب كان قنبلة موقوتة، وكل سحنة عربية شرقية أو غربية كانت صاروخاً قابلاً للانفجار.
وتواصينا بأن لا نرفع عيوننا نحو ُبرجَي ساحة كاستيا في قلب مدريد خشية أن يظن القوم أننا ندرس ميلهما الهندسي الشاذ تدبيراً منا لهجمات مشابهة!.. جارتي العجوز "مرثيدس" والتي كنا نحمل إليها البطيخ كلما ذهبنا وجئنا من السوق لأنها تحب البطيخ ولا تجد من يحمله إليها، قالت لأبي الأولاد ذات يوم وهي تناقشه حساب الكهرباء أتريد أن تقتلني يا ابن لادن، ولم ينفع معها لا صلة الجار ولا البطيخ الذي كنا نحمله إليها!
لم تشهد مدريد في تاريخها الحديث رمضاناً كرمضان العام الماضي ولم تشهد المراكز الإسلامية الرئيسة فيها زحفاً إنسانياً هائلاً كذلك الذي شهدته إبان ضربات الحادي عشر من سبتمبر، هبّ الناس إلى المساجد لصلاة التراويح وكأنهم في مهرجان اعتراضي سِلميّ على كل الظلم والأذى الذي لحقهم من الشارع الإسباني ووسائل إعلامه، كنا نصلي التراويح تحت حراسة مصفحات الشرطة التي تعاطفت مع المسلمين في مدريد وقد عايشتهم لأول مرة عن قرب فاكتشفت أنهم بشراً وليسوا أغوالا تريد أن تنهش اللحوم والأكباد!.

ما حدث في العام الماضي كان هائلاً ولكنه لم يتجاوز من حيث حجمه وأهميته ما يحدث في مدريد هذا العام في رمضان، فلقد بلغت أعداد المصلين في أول ليلة من رمضان في المركز الإسلامي السعودي في مدريد- والذي يعتبر واحدا من أكبر المراكز الإسلامية في أوروبا من حيث الحجم والمساحة -أن اضطر القائمون عليه إلى فرش أرض الممرات الداخلية وأروقة المدرسة الملحقة بالمركز بالسجاد لتتسع للأعداد الهائلة من المصلين.
وصلّت النساء في طابقين ونحن مازلنا في العشر الأوائل من رمضان، الناس تريد أن تفرّ إلى الله، العرب والمسلمون يريدون أن يتظاهروا ضد الظلم والكراهية والقهر والعنصرية، الرجال والنساء والأطفال جاؤوا إلى هنا ليعبروا عن رفضهم لغزو العراق، وليرفعوا أصواتهم بآمين مزلزلة كلما دعى الإمام لفلسطين ومجاهديها، الجالية تبغي أن تقول للحكومة الإسبانية إننا أناس مسالمون، لكننا نرفض دعمك لغزو العراق.
وإننا قوم لا يحبون الإرهاب، ولكننا ندعم المقاومة المشروعة الأخلاقية المبررة ضد الغزاة في العراق وضد الطغيان الأعمى القاتل السفاح في فلسطين .. وكلاهما اعتداء سافر غير مبرر ولا مشروع ولا أخلاقي !!.
رمضان هذا العام ذو نكهة مختلفة على الرغم من مقتل أحد الشباب من الإخوة المغاربة على أبواب مسجد ختافة على يد مجموعة من ذوي الرؤوس الحليقة وذلك بعد أدائه صلاة التراويح والتي أصبحت هاهنا مظاهرة للتحدي من أجل البقاء والحفاظ على الهوية في هذه البلاد، ومظهراً من مظاهر الاعتراض على الأوضاع المخزية للعرب والمسلمين في بلادنا البعيدة القريبة .
رمضان هذا العام تضمخه ريح المسك في جروح شهداء الأقصى، وتعطره استجابة الله لعباده بأن لا يستباح العراق وأهله، والناس يعرفون أن الله لم يخذلهم، وأن العراق لم يكن لقمة سائغة سهلة في أفواه الغزاة المعتدين .
رمضان هذا العام تظاهرة يؤمها الآلاف ليقفوا وراء إمام مغربي في السابعة عشرة من عمره، وهبه الله من الصدق والصوت ما جعله يهز أركان مسجد عمر بن الخطاب في مدريد بدعائه على المستعمرين الظالمين ودعائه للمجاهدين المحتسبين، والناس من ورائه يبكون ويجأرون إلى الله أن آمين .
رمضان هذا العام وعلى الرغم من الجراح والقهر والظلم والشقاق والنفاق... طعمه طعم النصر الآتي، طعم الإرادة الحرة والأجيال الفتية التي تجاوزتنا في كل شيء والتي لم تسكت وعرفت كيف تعبر عن رفضها والتي عرفت الحق والتزمته.
طعم رمضان هذا العام في إسبانية طعم الغدّ المقبل بالأمل والأفراح وكل الورود البيضاء الطاهرة والحمراء القانية التي روّت بها هذه الأمة تربتها بدم شهدائها في كل مكان، لتنتش البذور وتزهر بإذن ربها صحوة وانتفاضة وفجراً آتيا على دروب المحن، وإن غداً لناظره قريب.

نوسه
07-15-2012, 10:38 PM
السعوديه


لرمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي ؛ وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين ، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان.

والناس في السعودية يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان ، ووسائل الإعلام بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلة القمرية ، والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات السعودية له.

ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في السعودية، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول : (الشهر عليكم مبارك)، و(كل عام وأنتم بخير)، و(أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه)، و(رمضان مبارك).

وعادة أهل السعودية عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه (فكوك الريق)، وبعد وقت قصير من إنتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة ، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة.

وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعيَّن إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري ، بادئين بكبير العائلة.

بعد الإنتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي ، أو زيت الزيتون ، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره ، ولا يقدم عليه شيء.

وطبق الفول في السعودية ذو فنون وشجون ؛ فهناك الفول العادي ، والقلابة ، وفول باللحم المفروم ، والكوكتيل ، والفول بالبيض ، والفول باللبن.

أما أفضل أصنافه فهو الفول المطبوخ بالجمر ، الذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن ، ويغطى بطبق آخر لإعطائه نكهة مميزة.

ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب طبق الفول (السمبوسك)، وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و(الشوربة) وخبز (التيمس)، وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل السعودية بصنعها في هذا الشهر الكريم. وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب (اللبن الرائب)، وعصير (الفيمتو).

وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل السعودية (الكنافة بالقشدة)، و(القطايف بالقشدة)، و(البسبوسة)، و(بلح الشام).

وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة على الحاضرين.

بعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع - رجالاً ونساءً - لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد ، وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء.

أما عن عدد ركعات صلاة التراويح ، فهي تصلى عشرين ركعة في الحرمين ، وفي باقي مساجد السعودية بعض المساجد تكتفي بصلاة ثماني ركعات ، وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة. ويختم بالقرآن في أغلب مساجد السعودية خلال شهر رمضان . ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد ، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم في السعودية.

والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت ، ثم ينصرفون للنوم ، وينهضون عند موعد السحر لتناول طعام السحور ، الذي يتميز بوجود (الخبز البلدي) و(السمن العربي) و(اللبن) و(الكبدة) و(الشوربة) و(التقاطيع)، وأحيانًا (الرز والدجاج)، وغيرها من الأكلات الشعبية.

وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في السعودية لتناسب الشهر الكريم ، حيث تقلص ساعات العمل مقدار ساعة أو يزيد يوميًّا ؛ مراعاةً لأحوال الصائمين.

وتنتشر بشكل عام في جميع أنحاء السعودية المناسبات الخيرية (البازارات) لجمع التبرعات والصدقات ، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين، وتقديم المساعدات والمعونات لهم.

كما يحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية الخيرية ، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة ، أما الماء فيوزع في برادات مثلجة.
في النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة ، أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للإعتكاف في الحرم النبوي أو المكي.


وتبدأ صلاة التهجد في مساجد السعودية بعد صلاة التراويح ، وتصلى عشر ركعات ، يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًّا ، وتستمر تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه.

بعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل ، ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد.


http://www.bayt4.com/vb/bayt4/img_1340880045_162.jpg (http://www.bayt4.com/vb)

وقد انتشرت في السعودية - وبكثرة - عادة طيبة ، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في السعودية ، وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد ، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها.

ومن العادات المباركة في السعودية أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب ، وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم ؛ عملاً بسُنَّة التعجيل بالإفطار.

هذا ، ولم يعد شهر رمضان عند بعض الناس هناك شهر المغفرة والجنة والعتق من النار، بل أصبح شهر (الياميش) و(الكنافة)، مع (المشمشية) و(الجوز) وصواني (البسبوسة) و... و... و...

ومن العادات التي قد نراها عند البعض ، وهي ليست من الإسلام في شيء ، عادة البذخ والإسراف في شراء الطعام ، الذي ينتهي كثير منه إلى سلات القمامة.

ويلتحق بهذا قضاء النساء وقتًا طويلاً في إعداد أنواع من الطعام ، التي تُعدُّ وتحضر بطلب من الأزواج أو بغير طلب. ناهيك عن الإزدحام الشديد في الأسواق على السلع الغذائية قبل رمضان بيوم أو يومين ، وكذلك قبل العيد بأيام ، كل هذا مما يتنافى مع مقاصد هذا الشهر الفضيل.

همس الربيع
07-17-2012, 12:49 PM
شكرا على الموضوع الج ــميل
دمتِ بود وحفظكِ الرحمن
أحترامي
http://www.lojein.com/modoi/103.gif

سندريلا بغداد
09-15-2012, 04:16 PM
يعطيك العافية
:smile35::smile35::smile35::smile35: