ما الحزن إلا [الأرشيف] - منتديات حزن العشاق

زهرة

04-10-2012, 08:34 PM

ما الحزن إلا..حنين لطفولة خلت
واشتياق عارم لنقاء أيامها
وسكون يعلو هيبة ملامح
أشخاص رحلوا من الدنيا
وبقيت ذكراهم محفورة
ومتشبثة بتلك الحلوى
التي ارتبطت بهم
مؤلم هو الحنين
ولامفر لنا من ضيم السنين
فالحياة صور وملامح
وذكراتي مثخنة بـ أوجاعها التي لاتهدأ
ما الحزن إلا.. حالة مرضية تصيب الشخص وربما لايشفى منها
ما الحزن إلا.. كـ الأنفلونزا لاتستأذن قليلي المناعة
ما الحزن إلا.. كنزلات البرد والحمى التي لاتفرق
بين صيف ولاشتاء بل تهجم فجأة ولاترحم صغيراً ولاكبيراً
ما الحزن إلا.. كالطيور التي تريد أن تهاجر لكن
إحداها جناحه م**ور وهي ملتفة حوله وقلقة بشأن
أن تتركه وحيدا أوأن تترك عالمها وتبقى معه
ما الحزن إلا.. شمعة ذائبة في ليل مظلم بارد
وصاحبها أغلق عينيه وبات في سبات عميق
ما الحزن إلا.. رصيف بائس سئم من انتظار الراحلين
ما الحزن إلا.. دمعة في مآقي أم غادر أولادها
بقلوبهم عنها نحو صروف الحياة
ما الحزن إلا.. أب قاسٍ حرم أبناءه من حنانه وعطائه
ما الحزن إلا.. طعنات غدر من قلوب كانت وفية
ما الحزن إلا.. غموض وتيه في سراديب الحرمان
ما الحزن إلا.. خيبات أمل متتابعة تصفع شخص متفائل
ما الحزن إلا.. مملكة من زمرد وتاج بلا ملك
ما الحزن إلا.. أصابع فارغة تاه من يملأها في صخب الحياة
ما الحزن إلا.. مسافة وقيد وظروف لاتُقهر
ما الحزن إلا.. زهور ذابله في فجر شتاء قارس
ما الحزن إلا.. أنا دون عينيك وبسمة شفاهك
ممـــا راق لــــي

فتحي الجبوري

04-10-2012, 08:51 PM

الحزن في حزن العشاق

غير الاحزان في مكان اخر

اذكر قولا لاحد التابعين ذهبت ابحث عنه

فوجدت خيرا كثيرا

وكلاما طيبا عن الحزن

اذهب الحزن عن قلوبكم

((إن الله تعالى يحب كل قلب حزين))

[ رواه الطبراني والحاكم عن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏ تصحيح السيوطي: حسن‏ ]
هذا الحديث الشريف يحتاج إلى توضيح طفيف، معنى القلب الحزين في هذا الحديث، القلب اللين، كثير العطف والرحمة، القلب المن**ر من خشية الله، القلب المهتم بأمر دينه، خائف من تقصيره، لا يدري ما مقامه عند الله، أراضٍ عنه الله أما ساخط، يخشى على دينه أن يمسه شيء، يخشى أن يكون غير ورعٍ، يخشى أن يكون مقصراً، القلب الحزين يعني يخاف من حساب الله عز وجل، يخاف ألا يكون مرضياً عند الله، يخاف أن يكون في إيمانه خلل، أن يكون في استقامته تقصير هذا الخوف على مكانة العبد عند ربه هو خوف مقدس، يحب الله عز وجل، لذلك معنى القلب الحزين ليس حزين على الدنيا، النبي عليه الصلاة والسلام يصف ويقول:

((‏مَنْ أَصْبَحَ حَزِيْنَاً عَلَى الْدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطاً عَلَى رَبِّه‏))

[ رواه البيهقي في الشعب من حديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏ ]
وسيدنا الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏ فيما يوصف به بأنه ما ندم على شيء فاته من الدنيا قط، إطلاقاً، لكن الحزن هنا ليس على الدنيا بل على دينه، صلى صلاة فلم تعجبه صلاته فصار حزيناً، جلس ليقرأ القرآن فلم ينشرح صدره له فصار حزيناً، أراد أن يفعل صالحاً ففاته هذا العمل الصالح فصار حزيناً، قرأ القرآن رأى آيات المؤمنين لم يرى أنها تنطبق عليه تمام الانطباق فأصبح حزيناً، ذهب إلى العمرة والحج فلم تكن أحواله عند في الطواف وعند السعي كما يصف العلماء للطواف والساعين، فصار حزيناً، يعني حزنه يأتي من شعوره بالتقصير، من خوفه على مصيره من خوف ألا يكون عند الله مقبولاً، يعمل العمل الصالح ويخشى أن يكون فيه رياء، يحزن، لعلي أردت به السمعة والرياء، لعل الناس إذا مدحوني يعني ارتحت لهذا المديح، فاستغنيت به عن فضل الله عز وجل، هذا معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله تعالى يحب كل قلب حزين يعني قلبه لين، كثير العطف والرحمة، من**ر من خشية الله، متهم بأمر دينه، خائف من تقصيره، وقد شرح بعضهم هذا الحديث بأن الله تعالى يحب كل قلب تخلق بأخلاق المعرفة، يعني إذا عرفت الله، قلبك يخاف منه، ويرجوه، ويحبه، ويستحي منه، ويرقة لمناجاته، وبصف بالاتصال به، أعمال قلب المؤمن يحبها الله عز وجل.
((‏من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن‏))

[ رواه ‏أحمد والترمذي الحاكم عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏ تصحيح السيوطي: صحيح‏ ]
جلس في مجلس وكان الحديث لا يرضي الله، لما لم أقم، لماذا بقيت معهم، يحاسب نفسه، وقد أثنى الله عز وجل على النفس اللوامة قال:

﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) ﴾

( سورة القيامة: 1 ـ 2 )
بعض العارفين ناجى ربه فقال يا رب طهرت بدني بالماء، فبما أطهر قلبي، فوقع في قلبه أن طهره بالحزن، لأن الحزن يطهر القلب ويجعله صافياً، والقلب الذي لا حزن فيه كالبيت الخرب، الحزن المقدس ليس الحزن على الدنيا فاتك هذا البيت، فاتك هذه الصفقة، هذه الفتاة خطبت سبقت إليها، هذا الذي يحزن على شيء فاته من الدنيا ليس ممدوح عند الله عز وجل، بل إن النبي يذمه، ‏مَنْ أَصْبَحَ حَزِيْنَاً عَلَى الْدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطاً عَلَى رَبِّه‏.
قال بعضهم: رأيت الإمام الأوزاعي قلت له دلني على عمل اقترب به إلى الله تعالى، فقال الإمام الأوزاعي ما رأيت درجة أرفع من درجة العلماء، ثم المحزونين، يعني أنت تلقيت العلم، أجريت موازنة، بينما تسمع، وبين واقعك رأيت هنالك مسافة، هذه المسافة تجعلك حزيناً باستمرار، ليست هذه هي الصلاة، تصلي ولا تعجبك صلاتك، يعني تقرأ القرآن لا ترى أنك تقرأه بوفر، تشعر بالحزن، فحينما تستمع إلى وصف إنسانٍ مؤمنٍ تقيٍ، وحينما تعاين نفسك، ترى مسافة بين الواقع والوصف هذا الذي يورث الحزن.